Friday, October 13, 2006

مقدمة في البرمجيات الحرة

 
مدخل
 

غدت الحواسيب وبرمجياتها أحد العناصر الساسية في حياتنا اليومية بل وتعدت ذلك بأن شكلت ثورة

جديدة، تحاكي النهضة العلمية والصناعية والتي بدأت قبل قرنين من الزمن، وسميت الثورة الجديدة بثورة

المعلومات.

شملت هذه الثورة جميع قطاعات المجتمع، الفردية، والمؤسسية، والحكومية؛ وغدت قيمة هذه الصناعة تقدر

بمئات المليارات من الدولرات.

نسرد في هذا البحث العديد من البعاد الستراتيجية والخصائص الفنية وقصص النجاح التي تحققت من

استخدام البرمجيات الحرة لمساعدة القارئ في أخذ صورة واضحة عما تمثله هذه البرمجيات بشكل عام ونظام

لينكس بشكل خاص، وبالتالى أخذ القرار المناسب آخذا بعين العتبار جميع البعاد المختلفة.

البرمجيات الحرة هي برمجيات لخدمة الناس ولدارة الحاسوب يتم تطويرها بطرق جديدة من قبل عشرات

الآلف من المطورين المحترفين ومئات الآلف من ضابطي الجودة والموثقين والمليين من المستخدمين حول

العالم. وتتميز البرمجيات الحرة بتراخيصها الحرة والتي تتيح للجميع حرية استخدامها وتوزيعها والحصول

على أصول برمجياتها ) أو ما يعرف ب النصوص المصدرية أو الشيفرة المصدرية( دون الحاجة للرجوع الى

مطوري البرمجيات أو دفع أية رسوم ترخيص. تأتي البرمجيات الحرة بفلسفة أخلقية عالية، هدفها تعميم

الفائدة ودحر الحتكار.

وتتشابه البرمجيات الحرة مع ما يعرف بالبرمجيات مفتوحة المصدر، مع اختلف في التعريف يتمثل بأن

الثانية ل تضمن الحريات الربع الساسية بالضرورة )كما سنأتي على ذكرها لحقا(. لذلك فإن كل برمجية حرة

هي برمجية مفتوحة المصدر والعكس ليس بالضرورة صحيحا. ويقترن الثنان غالبا فيما اصطلح عليه ب

يمثل نظام التشغيل .

Free and Open Source Software (FOSS)x البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر

. جنو/لينكس درة التاج في البرمجيات الحرة. ومن هنا يغلب على تسميتها مجازا ب نظام لينكس

1

تلقي البرمجيات الحرة إقبال ونجاحا منقطعي النظير لما تتمتع به من خصائص. فهي غنية بالمواصفات

والمكانات، وذات أمن وثبات عاليين، وتدعم كافة أنواع العتاد، وتتعامل مع كافة أنظمة التشغيل المعروفة،

وتعتمد المقاييس المفتوحة والمتداولة عالميا، ول قيود على نسخها أو التعديل عليها.

يقابل البرمجيات الحرة، البرمجيات المحتكرة والمغلقة والتي ل تتيح لمستخدمها حق النسخ والتوزيع إل بعد

أن يقوم الخير بدفع رسوم ترخيص عن كل نسخة إضافية يقوم بتنصيبها. بل يذهب العديد منهم إلى المطالبة

برسوم ترخيص عن كل مستخدم للبرمجية. تصور بذلك حجم الجهود المطلوبة لحصر عدد النسخ المنصبة من

كل برمجية مغلقة وعدد مستخدميها ومن ثم تكلفة ترخيصها. بالضافة لكل هذا تعتبر الشركاتالمصنعة أن

أصول برمجياتها هي أكبر السرار وتتبع في سبيل غلقها ومنع الآخرين من الحصول عليها أعقد مستويات

الحماية البرمجية والمادية.

بقلم : كفاح عيسى

No comments: