Sunday, November 08, 2009

مديرو شركات التكنولوجيا والاتصالات بمصر بين الحرفه و الفكره

نشر في اﻷهرام بتاريخ 29 سبتمبر 2009
http://ait.ahram.org.eg/Archive/Index.asp?DID=10085&CurFN=MAKA0.HTM

في اكتوبر‏1999‏ اتيح لي ان احضر الجلسه الرئيسيه لافتتاح الموتمر والمعرض الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بجنيف تيليكوم‏99,‏ وامام ما يقرب من‏118‏ وزيرا للاتصالات والتكنولوجيا وبحضور كوفي عنان سكرتير عام الامم المتحده في ذلك الوقت وبضعه الاف من قاده هذه الصناعه حول العالم اعتلي المنصه لوي جريستنر رئيس اي بي ام في ذلك الوقت ليفتتح الحديث بمحاضره مبهره‏,‏ ثم تلاه بيل جيتس موسس ورئيس مايكروسوفت والقي محاضره لا تقل ابهارا‏,‏ واذكر انني كتبت ساعتها ان محاضرتيهما ظهرتها بمظهر اسطوري مثير للاعجاب

فبيل جيتس كان له حضور نجم مشهور من نجوم الكره او السينما او الادب والثقافه‏,‏ وتحدث ببساطه شديده في اطار تكنولوجي تقني خلاب رسم خلاله خططا واحلاما للمستقبل‏,‏ اما جريستنر فكان له حضور وجاذبيه الزعيم السياسي ذي الكاريزما الواضحه او الحكيم الذي ياخذ بلب مستمعيه‏,‏ والقي محاضره كانت خليطا من الفلسفه والفكر‏,‏ قدم خلالها تحليلا للواقع واتجاهاته وتموجاته مستشرفا ملامح الحياه الجديده‏,‏ والان اقول ان الرجلين في هذه الجلسه لم يكونا مديرين يمارسا حرفه اداره وتشغيل الشركات بل تجاوزا ذلك وكانا حمله افكار واصحاب ابداع فكري ينقلانه الي مستمعيهم الذين جاءوا من مختلف ارجاء الارض‏.‏

في جنيف ايضا‏,‏ وفي ديسمبر‏2003‏ خلال انعقاد الدوره الاولي للقمه العالميه لمجتمع المعلومات تكرر المشهد امامي ولكن علي مستوي مختلف‏,‏ فخلال حضوري للقمه تابعت مدير احدي شركات المحمول الهنديه وهو يعرض مع زميل له مشروعا لاستخدام الرسائل القصيره عبر المحمول في توفير الرعايه الصحيه بالقري والتجمعات الهنديه الفقيره المنعزله والمحرومه‏,‏ واسهب الرجل وهو يشرح كيف استخدم شبكه المحمول ورسائلها النصيه كقناه لنقل المعلومات ما بين المرضي والمحتاجين للرعايه الصحيه في هذه المناطق وبين المستشفيات العامه ومراكز تقديم الرعايه الصحيه الرئيسيه في المدن والتجمعات الحضريه‏.‏

وفي احد فعاليات القمه الاخري شاهدت مجموعه من مديري شركات تكنولوجيا المعلومات باحدي دول اسيا الوسطي‏,‏ وهم يلتفون حول رئيس دولتهم ووزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هناك ليعرضوا للمشاركين في القمه كيف قاموا ببناء منظومه معلومات لاداره القطاع الزراعي في بلدهم استنادا الي منهج المصادر المفتوحه والبرمجيات مفتوحه المصدر‏,‏ وشارك في تطوير هذه المنظومه القطاع الخاص والقطاع الاكاديمي ممثلا في الجامعات ومراكز البحث والحكومه علي مستوي مجلس الوزراء‏,‏ وكيف انتهت هذه المنظومه الي تقليل الفاقد في المحاصيل الزراعيه بنسبه كبيره وترشيد الاستخدام ورفع كفاءه البذور ورفع الانتاجيه‏.‏

في الحالتين وجدت مديرين يحملون افكارا ولا يتوقفون عند الاداره كحرفه‏,‏ مديرين تحولت هموم مجتمعهم لفكره تسكن عقولهم فتجعلهم يتجاوزون حد الحرفه ويتحولون لحمله فكره تسعي بنبل لهدم الهم ورفع اثره عن كاهل مجتمعهم‏.‏

حينما انظر الي حال مديري شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بوطننا‏,‏ فاستطيع القول انه من خلال متابعتي لهذا القطاع عن قرب لحوالي ثلاثه عشر عاما منذ عام‏1996‏ وحتي الان فان غالبيه مديري شركاتنا لديهم حرص علي الحرفه حتي الاعلاء واهمال للفكره حتي المحق‏,‏ بعباره اخري لدينا مديرون يهتمون بامور التشغيل والربح والخساره وجوده المنتج والخدمه وكفي‏,‏ وهذه امور يمكن ان يمارسها اي مدير يمتلك الحرفه ثم يمضي دون ان يترك بصمه‏,‏ اما المدير صاحب الفكره فيمضي تاركا اثرا لا يمكن محوه‏,‏ خسرت الشركه ام كسبت‏,‏ نمت ام تراجعت‏.‏

وطوال هذه الفتره لم اصادف من حمله الافكار سوي القليل‏,‏ اذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر المهندس عمرو توفيق والدكتور احمد طنطاوي في اي بي ام مصر‏,‏ والمهندس عاطف حلمي في اوراكل مصر‏,‏ فتوفيق وطنطاوي كانا مديرين محترفين في اي بي ام العالميه وشاءت الظروف ان يجتمعا معا في فرع الشركه بمصر‏,‏ ولانهما اصحاب فكره في مجال التنميه المعلوماتيه المحليه اقتنصا اول فرصه لاحت لهما داخل الشركه وتجاوزا الحرفه‏,‏ فانتهي الامر بانشاء مركز القاهره للتطوير التكنولوجي داخل الشركه الذي يعمل به الان بضع مئات من خيره شباب هذا الوطن ويعد احد العلامات البارزه في قطاع تكنولوجيا المعلومات‏.‏

والشيء نفسه فعله المهندس عاطف حلمي الذي كان مديرا محترفا في اوراكل العالميه للبرمجيات وشاءت الظروف ان يكون مسئولا عن اعمال الشركه بمصر‏,‏ ولان لديه فكره من النسق الذي كان لدي توفيق وطنطاوي‏,‏ استطاع ان يقتنص فرصه اثمرت هي الاخري عن مركز متميز للدعم الفني للشركه بالقاهره يعمل به المئات ايضا من خيره شبابنا‏,‏ والان مضي عمرو توفيق وترك اي بي ام وتقاعد تاركا بصمه‏,‏ ومضي عاطف حلمي وتقاعد من اوراكل تاركا بصمه‏,‏ وحينما يترك الدكتور طنطاوي اي بي ام سيتركها ووراءه بصمه‏,‏ وهاتان بصمتان فتحتا ممرا لنقل المعرفه وفرص العمل امام شباب الوطن وشيدتا حجرا ايجابيا في صوره مصر الذهنيه عالميا‏,‏ وقناعتي انه لو لم يكن لدي هولاء فكره لما تم اقتناص الفرصه ولتوقف الامر عند ممارسه الحرفه حرصا علي تحقيق ربح وتوسيق سوق‏.‏

امامنا ايضا نموذج الدكتور عادل دانش في تاسيسه وادارته لشركه اكسيد‏,‏ وهو نموذج قام علي مزيج من الفكره والحرفه معا‏,‏ فدانش كان رائدا وربما مغامرا بفكره وهو يوسس اول شركه من نوعها تعمل في صناعه مراكز الاتصال والتعهيد بصوره كامله في مصر‏,‏ اي كان لديه فكره ووجهه نظر وهو يبدا نشاطا من هذا النوع‏,‏ وحتي الان يدير الشركه ولديه فكره او هاجس هو تحويلها الي علامه علي نجاح هذه الصناعه في مصر‏,‏ ولو ترك دانش اكسيد فسوف يترك وراءه بصمه سببها مزج الفكره بالحرفه‏.‏

لا انسي ايضا المهندس هاشم زهير الذي ادار اعمال شركه ان سي ار في مصر لفتره طويله ثم انتقل لاحدي شبكات المحمول وهو لديه فكره‏,‏ وكثيرا ما كرر في لقاءاتنا انه يحلم بتكوين لجنه للحلم تحلم للصناعه وللوطن بافكار خلاقه‏,‏ ثم طور فكرته وقال انه يخطط لاقامه صالون فكري ثقافي لصناعه تكنولوجيا المعلومات‏,‏ ولا ادري ان كان نفذ فكرته ام لا‏,‏ ولو نفذها لكان سباقا‏,‏ لكنه في كل الاحوال لم يكن مديرا يمارس حرفه بل كان شخصا لديه فكره اعرف انه استمات في تطبيقها داخل شبكه المحمول التي عمل بها‏.‏

الملفت للنظر ان قطاع الاتصالات وتحديدا شركات المحمول الثلاث لم تقدم لنا حتي الان مديرا يتجاوز الحرفه الي الفكره‏,‏ والتشغيل الي الابداع‏,‏ علي غرار ما وجدناه في النماذج السابقه‏,‏ واقول الان صراحه انه منذ بيع شركه المحمول الحكوميه وتاسيس شبكه المحمول الاولي في نهايه التسعينيات وحتي الان وبسبب طغيان الحرفه علي الفكره لم اجلس او اقابل اي من المديرين العاملين بهذه الشركات الثلاث او موسسيها ولم اسع لذلك الا مره واحده فقط مع المهندس عثمان سلطان اول عضو منتدب للشبكه الاولي الذي استمعت اليه يحاضر في احد الموتمرات العلميه ووجدت لديه هذا التوجه‏,‏ وكان الصديق عادل البنداري خبير العلاقات العامه والمسئول عن اعمال التنسيق الاعلامي لعثمان سلطان في ذلك الوقت حاضرا معي الجلسه فاتفقت معه علي ترتيب لقاء مع الرجل‏,‏ وتم اللقاء بالفعل حينما كانت الشركه تحت التاسيس ولم يكن عثمان سلطان قد تحول بعد الي نجم صحافه‏,‏ وكان هذا هو اللقاء الوحيد اليتيم مع مدير من مديري شركات المحمول وبعدها لم اسع لمقابلته‏,‏ ففيما بعد طغت لديه اعباء الحرفه علي جذوه الفكره‏.‏

والي الان لا اعرف بالضبط اين تقع مقار شركات المحمول التي يجلس بها مديروها ويديرون منها شركاتهم‏,‏ واكرر ان السبب في هذا العزوف انه تواتر علي هذه الشركات مديرون تطغي لديهم الحرفه علي الفكره ان لم تكن تمحقها محقا‏,‏ وكل ما لديهم من معلومات وبيانات ولا اقول افكار يسيل باستمرار عبر اعلانات صريحه او بيانات مدفوعه‏,‏ لا ترقي لمستوي فكره تناقش او رويه يبني حولها حوار او ابداع يستشرف المستقبل ويشتبك بجديه مع هموم المجتمع الحاضره‏.‏

وفي المرات القليله التي تخرج من بعضهم انشطه يمكن الحاقها بنسق ما فعله مدير شبكه المحمول الهندي في قمه المعلومات كما هو الحال فيما يسمونه انشطه المسئوليه المجتمعيه للشركات والتي يبدو بعضها لاول وهله تقدما للفكره علي الحرفه سرعان ما تجد النشاط قد تبدد ودخل مسارا مختلفا تطغي فيه الحرفه علي الفكره‏,‏ وتلح سياسات المدير الحاحا فظيعا علي ان الشركه تقدم فكره للمجتمع‏,‏ فيصبح الامر اشبه بصدقه يتبعها اذي واحسان يتبعه المن‏,‏ وليس فكره ترجمت في مشروع يستند لابداع صادق يخفف الهموم‏.‏

انني لا اطلب ان يصبح لدينا مدير يحمل فكره علي نسق بيل جيتس ولو جريستنر‏,‏ لكنني اطلب بشده مديرين يحملون افكارا علي نسق المدير الهندي والمدراء الاسيويين والوطنيين المشار اليهم‏,‏ فنحن ليس في طاقتنا انتاج او حتي استيراد مدير من النسق الاول‏,‏ لكن نحن نحتاج ومن واجبنا انتاج مديرين من النسق الثاني‏,‏ ولا يصح ان يكون حمله الافكار بين مديري شركاتنا اشبه بومضات الضوء او الشهب التي تظهر وتختفي فجاه بصوره نادره خاضعه لمنطق المصادفه‏,‏ ولا يليق بمجتمع يعاني كل هذه المشكلات المذهله المعقده المزمنه المربكه ان تندر فيه او تختفي منه فئه المديرين حمله الافكار ومالكي القدره علي الابداع في التعامل مع مشكلاته وهمومه‏.‏


جمال محمد غيطاس

Saturday, May 16, 2009

نقاط القوه والضعف بين مصر ومنافسيها في تكنولوجيا المعلومات‏2‏ ‏2‏

نشر في الأهرام يوم 14 ابريل 2009

هل هي كارثه ان تحتل الامارات المركز‏27‏ وقطر‏29‏ والبحرين‏37‏ وتونس‏38‏ في تقرير تكنولوجيا المعلومات العالمي‏,‏ ثم تاتي مصر في المرتبه‏76‏ من التقرير؟ اعتقادي ان مراكز هذه الدول والعديد غيرها ليس فيه كارثه او يحمل اي علامه قلق بالنسبه لمصر‏,‏ وانما القلق الفعلي ينبع من ان الكيان الصهيوني اسرائيل اقتنص المركز‏25,‏ وان جنوب افريقيا تحتل المركز‏52‏ والهند المركز‏54‏ ورومانيا المركز‏58‏ والبرازيل ال‏59‏ وتركيا ال‏61‏ وبولندا ال‏59,‏ وذلك لان الكيان الصهيوني هو الخصم الاول الذي يصارعنا علي الوجود‏,‏ وباقي الدول المذكوره هي المنافس الابرز الذي ينازعنا علي مزيد من فرص الاستثمار والتشغيل‏,‏ اما باقي دول العالم الوارده في التقرير من عرب وعجم فهي خارج البوره الاساسيه لصراعنا الحضاري وتنافسنا الاقتصادي في تكنولوجيا المعلومات‏,‏ ولذلك يجب الا نتخوف كثيرا مما تحققه سواء كانت مصر سابقه عليها او متخلفه عنها في الترتيب‏.‏

للتوضيح والتذكير اشير مجددا الي ما قلته الاسبوع الماضي من ان اوضاع صناعه تكنولوجيا المعلومات في مصر ومعها مجتمع المعلومات بدرجه او باخري قد غادرت منطقه القاع التي تضم دولا تتسم اوضاعها بالركود وبطء الحركه والخمود شبه التام‏,‏ لكنها لم تصل بعد الي منطقه القمه الناضجه المستقره التي تضم مجموعه الدول الاعلي تقدما ورسوخا في التحول الي مجتمع المعلومات‏,‏ ووجود مصر في هذه المنطقه يدفعنا الي تغيير طريقه قراءتنا لهذا التقرير او غيره من التقارير المشابهه‏,‏ لان الاهم لم يعد المرتبه التي تحققها مصر في الترتيب العام وهل تخلفت ام تقدمت‏,‏ ولكن الاهم الان ان نتعرف علي نقاط الضعف والقوه بيننا وبين الاخرين الذين ينافسوننا او يخاصموننا او يصارعوننا علي المستقبل‏,‏ فنحن عمليا في خضم منافسه وخصومه تدور رحاها ضمن الصراع الحضاري والوجودي الذي فرض علي مصر ان تخوضه بحكم دورها ومكانتها وقدراتها وتاريخها ومسئولياتها الوطنيه والقوميه والدينيه وهذه الخصومه مع الكيان الصهيوني بالتحديد‏,‏ ومنافسه تدور رحاها ضمن الصراع الاقتصادي الذي تفرضه متطلبات خطط التنميه وطموحات مصر في تشغيل العماله وجذب الاستثمار وتعظيم العائدات من وراء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات‏,‏ سواء باعتبارها صناعه قائمه بذاتها او باعتبارها اداه تساعد في التنميه الشامله‏,‏ اضافه لاوضاع سوق تكنولوجيا المعلومات حول العالم‏,‏ وهذه المنافسه مع مجموعه من الدول تمثل كلا من الهند وتركيا وبولندا ورومانيا والبرازيل والفلبين واوكرانيا وروسيا محورها الاساسي‏,‏ لكونها تتسابق علي نفس الفرص التي اخترنا لانفسنا ان نبحث عنها‏,‏ وهي جذب استثمارات في صناعه التعهيد والمشاركات طويله المدي مع الشركات العالميه العامله في هذا المجال‏,‏و انطلاقا من ذلك تناولت اوضاعنا مقارنه بالكيان الصهيوني الاسبوع الماضي‏,‏ واليوم اشير في عجاله الي الوضع المقارن مع هذه الدول التي تتنافس معنا علي نفس الفرص‏.‏

اقول بدايه ان ولا يجب النظر الي التقرير بمعزل عن الاستراتيجيه المعلنه من قبل مصر فيما يتعلق ببناء مجتمع المعلومات عموما وصناعه تكنولوجيا المعلومات بصفه خاصه‏,‏ وما دمنا نتحدث اليوم عن المنافسه في ساحه الاقتصاد‏,‏ فان الامر يكاد يكون منصبا علي استراتيجيه بناء صناعه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المحليه والقائمه بالاساس علي تعظيم العائد من التصدير وفتح فرص لتشغيل العماله من خلال الاستثمار في خدمات تكنولوجيا المعلومات وبشكل اساسي في صناعه التعهيد‏.‏

واذا ما راجعنا اوضاع مصر في التقرير استنادا الي هذه الاستراتيجيه سنجد ان نطاق منافسيها يوجد بشكل اساسي في مجموعه الثلاثين دوله التي تحتل المراكز من‏50‏ الي‏80‏ تقريبا‏,‏ وهي دول لم تتغير كثيرا في تقرير‏2009‏ مقارنه بتقرير‏2008,‏ فمن بين الثلاثين دوله ظهرت سبع دول فقط في تقرير‏2009‏ ولم تكن موجوده في تقرير‏2008,‏ بينما اختفت ست دول من تقرير‏2009‏ علي الرغم من انها كانت موجوده في تقرير‏2008,‏ اي ان‏23‏ دوله من الثلاثين علي الاقل مستمره في هذا النطاق التنافسي مع مصر بصوره او باخري‏.‏

ومن اهم الدول التي يضمها هذا النطاق الهند ورومانيا والبرازيل وبولندا والفلبيين واوكرانيا وروسيا وجنوب افريقيا واذربيجان وتركيا‏,‏ وهي مجموعه الدول التي لديها استراتيجيات وخطط طموحه وقويه وواضحه في مجال التعهيد وخدمات تكنولوجيا المعلومات عموما‏,‏ والبعض منها يقدم نفسه للسوق الدوليه بصوره تقترب كثيرا من الصوره التي تقدم بها مصر نفسها‏,‏ بل ويكاد يتنافس علي نفس الزبائن ونفس رووس الاموال الباحثه عن مناطق للاستثمار في التعهيد وغيرها من انماط صناعه خدمات تكنولوجيا المعلومات‏,‏ ومن الامور الجيده بالنسبه لمصر في هذا المجال ان التقرير خصص جزءا لصناعه التعهيد في مصر باعتبارها علي بدايه طريق النجاح ووصف مصر بانها من افضل خمس دول جاذبه لخدمات التعهيد‏.‏

وبمراجعه قوائم التقرير اتضح ان الدرجات التي حصلت عليها الدول الموجوده في هذا النطاق التنافسي تراوحت عام‏2008‏ بين‏4.05‏ و‏3.58‏ درجه من‏7,‏ بمتوسط عام‏3.77,‏ وتراوحت عام‏2009‏ بين‏4.15‏ و‏3.58‏ درجه من‏7‏ بمتوسط عام‏3.85,‏ وهو مستوي لا يختلف كثيرا عن الدرجات التي حققتها مصر‏,‏ والتي بلغت‏3.76‏ درجه في‏2009,‏ و‏3.74‏ في‏2008,‏ بمتوسط‏3.75‏ درجه‏,‏ ودلاله ذلك اننا نواجه منافسه شديده‏,‏ وان الانتقال من اسفل لاعلي داخل القائمه سريع ويتحقق بكسور من الواحد الصحيح‏,‏ مما يفرض علينا دراسه اوضاع هذه الدول بعمق ومتابعتها اولا باول‏,‏ وان كان ما ينشر من تقارير وبحوث عالميه في هذا الصدد يدفعنا الي القول بان الدول الاحري بالدراسه والمتابعه عن كثب هي الصين والهند وتركيا ورومانيا وبولندا والبرازيل واوكرانيا والاتحاد الروسي وبولندا والفلبين من بين الدول الثلاثين‏.‏

والمعروف ان التقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات لا يتوقف عند ترتيب الدول في مراكز تصاعديه من رقم واحد الي‏134‏ مركزا فحسب‏,‏ بل يعطي لكل دوله درجه تتراوح بين صفر و‏7,‏ وكلما اقتربت الدرجه من‏7‏ كان ذلك دليلا علي حدوث تقدم وتنميه في الوضع الاجمالي لتكنولوجيا المعلومات بالدوله‏,‏ وكلما كان الارتفاع في الدرجه كبيرا تبوات الدوله مركزا متقدما في الترتيب العام‏.‏

وما يلفت النظر في هذا الصدد ان الدرجه التي حصلت عليها مصر في تقرير‏2009‏ كانت اكبر من الدرجه التي حصلت عليها في تقرير‏2008,‏ ففي عام‏2008‏ كانت الدرجه التي حصلت عليها مصر هي‏3.74‏ من‏7,‏ وفي عام‏2009‏ حصلت علي‏3.76‏ من‏7,‏ اي حققت مصر تحسنا قدره‏0.02‏ درجه‏,‏ وعلي الرغم من زياده الدرجه فان مصر تراجعت في الترتيب العام من المركز‏63‏ في تقرير عام‏2008‏ الي المركز‏76‏ في تقرير‏2009‏ اي خسرت‏13‏ مركزا‏.‏

هنا قد يتساءل البعض‏:‏ كيف نحقق تحسنا طفيفا في الدرجه ونتقهقر بقوه في الترتيب العام؟

من يراجع التقرير يكتشف بسهوله ان الامر يتعلق بطبيعه اداء المنافسين وقدراتهم‏,‏ فالتقرير يكشف عن وجود نماذج عديده من اداء المنافسين لمصر‏,‏ فهناك منافسون حسنوا درجاتهم بمعدل اكبر مما فعلناه نحن وقفزوا لاعلي في الترتيب العام‏,‏ وهناك منافسون حسنوا درجاتهم بافضل مما فعلناه نحن وحافظوا علي مراكزهم كما هي‏,‏ وهناك منافسون خسروا جزءا من درجاتهم لكنهم لم يسقطوا في هاويه التقرير او يتراجعوا بعشرات المراكز كما حدث لنا وذلك لان ادائهم من الاصل مرتفع بنسبه كبيره‏,‏ والنموذج الاول تمثله دوله مثل رومانيا التي حسنت درجاتها من‏3.86‏ درجه في‏2008‏ الي‏3.97‏ درجه في‏2009‏ محققه فارقا قدره‏0.11‏ درجه ضمنت لها التقدم ثلاثه مراكز‏,‏ من المركز‏61‏ عام‏2008‏ الي المركز‏58‏ عام‏2009,‏ والنموذج الثاني تجسده دوله مثل البرازيل التي حسنت درجاتها من‏3.87‏ الي‏3.94‏ درجه‏,‏ محققه فارقا قدره‏0.7‏ درجه‏,‏ بيد ان هذا التقدم لم يضمن لها سوي الاحتفاظ بمركزها كما هو داخل التقرير حيث ظلت في المرتبه‏59‏ عامي‏2009‏ و‏2008,‏ والنموذج الثالث يتجسد بوضوح في الهند التي تراجعت درجتها من‏4.06‏ درجه عام‏2008‏ الي‏4.03‏ عام‏2009,‏ بفارق‏0.03‏ درجه‏,‏ ومع
ذلك تراجعت اربعه مراكز فقط في الترتيب العام لتحتل المركز‏54‏ في‏2009‏ بعد ان كانت في المركز‏50‏ في‏2008,‏ ودلاله ذلك ان اداء بعض منافسينا كان اسرع واكبر واكثر فاعليه من ادائنا حتي بالنسبه لمن تراجع اداوهم تراجعا طفيفا عما حققوه من قبل‏,‏ ومن ثم ليس كافيا ان نبذل جهدا ونحقق نموا او حتي تنميه هنا او هناك ثم نكتفي بان نقدم ذلك علي انه انجاز‏,‏ بل لابد ان نربط الانجاز المتحقق باداء المنافسين وندخله كمعيار من معايير تقييم ما يتم القيام به‏,‏ بعباره اخري حينما نقول اننا جذبنا عده ملايين من الدولارات او وفرنا بضعه الاف من فرص العمل‏,‏ لابد ان نقدم ذلك في سياق ياخذ في اعتباره ما جذبه المنافسون من استثمارات وما حصلوا عليه من فرص عمل او حققوه من تنميه‏,‏ حتي يكون الحكم علي ما تحقق صائبا وموضوعيا وفي سياقه الصحيح محليا ودوليا‏,‏ والنتيجه التي يمكن الخروج بها من هذه النقطه ان اداء مصر خلال‏2008‏ حقق اضافه ولا شك‏,‏ لكنها بمعايير المنافسه اقل مما كان يتعين تحقيقه‏,‏ وان الجهد المبذول يتعين ان يزداد ويصل الي المستوي الذي يجعله ندا للمنافسين‏,‏ وهو ما يجلعنا نقول مجددا ان الامر لم يعد مرتبه في التقرير بشكل عام‏,‏ بل اصبح مقارنه لنقاط الضعف والقوه مع الخصوم والمنافسين‏.‏


جمال محمد غيطاس

نقاط القوه والضعف بين مصر ومنافسيها في تكنولوجيا المعلومات

طالعت الاسبوع الماضي بعض تفاصيل التقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات الذي يصدره منتدي دافوس الاقتصادي في نهايه مارس من كل عام‏,‏ وبدا من مكانه وترتيب مصر داخل الموشر العام للتقرير ان مصر حسنت اوضاعها وغادرت منطقه القاع التي تضم دولا تتسم اوضاعها بالركود وبطء الحركه والخمود شبه التام‏,‏ لكنها لم تصل بعد الي منطقه القمه الناضجه المستقره التي تضم مجموعه الدول الاعلي تقدما ورسوخا في التحول الي مجتمع المعلومات‏,‏ وهي الان تقف ضمن مجموعه الدول المتنافسه المتقاربه المستوي التي تتقافز لاعلي واسفل داخل موشر التقرير باستمرار‏,‏ فتسجل لنفسها مكاسب كبري في سنه ما وتحتل مراتب افضل‏

ثم تخفق او تحقق خسائر واضحه وتتراجع في ترتيبها الي الوراء في سنه تاليه‏,‏ وقد يكون القفز لاعلي او الهبوط لاسفل بسبب فقد او جني كسور من النقاط هنا او هناك‏,‏ واعتقادي ان وجود مصر في هذه المنطقه عده سنوات متتاليه يدفعنا الي تغيير طريقه قراءتنا لهذا التقرير او غيره من التقارير المشابهه‏,‏ لان الاهم لم يعد المرتبه التي تحققها مصر في الترتيب العام‏,‏ ولكن الاهم الان ان نتعرف علي نقاط الضعف والقوه بيننا وبين الاخرين الذين ينافسوننا او يخاصموننا او يصارعوننا علي المستقبل‏,‏ ولا يهم ان كانوا بجوارنا في المنطقه الوسط ذات الحساسيه الاعلي للتغيير‏,‏ او في المنطقه الراكده بالقاع او المنطقه الناضجه علي القمه‏.‏

اشير في البدايه الي ان هذا التقرير من اعداد منتدي دافوس الاقتصادي بالتعاون مع موسسه انسيد الرائده في مجال الاعمال علي المستوي الدولي‏,‏ وينشر تحت اسم تقرير تكنولوجيا المعلومات العالمي‏,‏ ويعتبر موشر الاستعداد الشبكي العمود الفقري للتقرير‏,‏ ويستخدم في بناوه حوالي‏64‏ موشرا فرعيا‏,‏ تقيس مدي ما لدي البلدان المختلفه من اراده وانجاز حقيقي علي الارض في تفعيل وتوظيف الفرص التي توفرها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لخدمه عمليات التنميه وزياده التنافسيه‏,‏ كما يختبر الموشر مدي استعداد الدول لاستخدام تكنولوجيا المعلومات بفعاليه علي ثلاثه محاور الاول هو الاعمال العامه والثاني هو البيئه التنظيميه والثالث هو البنيه الاساسيه‏,‏ ولذلك يعتبر التقرير من اهم موشرات التقييم التي تحظي بالاحترام في مجال قياس مستوي نضج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمجتمعات المختلفه وتاثيرها علي عمليه التنميه والقدرات التنافسيه لمختلف الدول‏.‏

وحينما نتحدث عن المنافسين والخصوم لابد ان نعي ان هناك منافسه وخصومه تدور رحاها ضمن الصراع الحضاري والوجودي الذي فرض علي مصر ان تخوضه بحكم دورها ومكانتها وقدراتها وتاريخها ومسئولياتها الوطنيه والقوميه والدينيه‏,‏ ومنافسه وخصومه تدور رحاها ضمن الصراع الاقتصادي الذي تفرضه متطلبات خطط التنميه وطموحات مصر في تشغيل العماله وجذب الاستثمار وتعظيم العائدات من وراء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات‏,‏ سواء باعتبارها صناعه قائمه بذاتها او باعتبارها اداه تساعد في التنميه الشامله‏,‏ اضافه لاوضاع سوق تكنولوجيا المعلومات حول العالم‏.‏

وعند النظر للموقف من منظور الصراع الحضاري والوجودي سنجد ان هناك طرفا واحدا يتعين ان يكون هو الاول علي الاطلاق الذي نقارن اوضاعنا باوضاعه لمعرفه ما بيننا وبينه من نقاط قوه وضعف‏,‏ وهذا الطرف هو الكيان الصهيوني او اسرائيل‏,‏ لانه الخصم والمنافس ومصدر التهديد رقم واحد لمصر علميا وتكنولوجيا واقتصاديا واجتماعيا وعقائديا وعلي كل المستويات‏,‏ واذا اردنا قراءه مفيده وجاده لهذا التقرير وما جاء به من ارقام فلابد من ان نبدا بالقاء نظره مقارنه بيننا وبين هذا الخصم‏,‏ لنتبين حقيقه من فرض علينا الصراع الحضاري والوجودي معه‏.‏

من حيث الترتيب داخل الموشر العام للتقرير احتل الكيان الصهيوني المركز ال‏12‏ عالميا في عام‏2002‏ وال‏16‏ عام‏2003,‏ وثبت في المركز ال‏18‏ في سنوات‏2004‏ و‏2005‏ و‏2006‏ و‏2007‏ ثم تراجع الي المركز ال‏25‏ في‏2008,‏ اما مصر فاحتلت المرتبه المرتبه‏65‏ عامي‏2002‏ و‏2003,‏ ثم قفزت الي المركز‏57‏ في عام‏2004,‏ ثم تراجعت الي المركز‏63‏ عام‏2005,‏ ثم تراجعت الي المركز‏77‏ عام‏2006,‏ ثم قفزت الي المركز‏63‏ مره اخري عام‏2007,‏ ثم عادت للمركز‏76‏ عام‏2008.‏

يتضح من ذلك ان القفز للامام او التراجع للوراء بالمعدلات السابقه يدل علي ان تبادل المواقع والمراتب داخل التقرير هو حدث متكرر ينجم عن تغيرات طفيفه في هذا العامل او ذاك‏,‏ وفي حاله كهذه لابد من الغوص فيما وراء الرقم الدال علي المكانه داخل التقرير للبحث في تفاصيل اوضاع هذا الخصم‏,‏ بما يوضح نقاط الضعف والقوه الضعف والقوه بينه وبين مصر‏.‏

وبمراجعه الارقام الخاصه بكل من مصر والكيان الصهيوني في الموشرات ال‏64‏ الفرعيه التي بني علي اساسها التقييم العام للتقرير الاخير والذي وضع مصر في المرتبه‏76‏ والكيان الصهيوني في المرتبه‏25‏ وجدت الاتي‏:‏

هناك سبعه موشرات فرعيه يتقدم فيها الكيان الصهيوني علي مصر بما يتراوح بين‏80‏ و‏93‏ مرتبه او مركزا من حيث الترتيب‏,‏ وما يتراوح بين‏1.62‏ و‏12.66‏ من حيث الدرجه‏,‏ فمثلا في موشر جوده موسسات البحث العلمي احتل الكيان الصهيوني المرتبه الثالثه علي العالم‏,‏ وجاءت مصر في المرتبه ال‏96‏ علي العالم‏,‏ وتشمل هذه الموشرات جوده نظام التعليم والصادرات من التكنولوجيا المتقدمه وعدد المشتركين في التليفون المحمول ورسوم توصيل التليفون للشركات وجوده مدارس الاداره ومدي وعي ونضج المشتركين‏,‏ وجوده موسسات البحث العلمي‏.‏

هناك‏13‏ موشرا فرعيا يتقدم فيها الكيان الصهيوني علي مصر بما يتراوح بين‏61‏ و‏80‏ مرتبه او مركزا من حيث الترتيب‏,‏ وما يتراوح بين‏1.13‏ و‏21.49‏ من حيث الدرجه‏,‏ فمثلا في الموشر الخاص بخادمات الانترنت المومنه جاء الكيان الصهيوني في المركز رقم‏25‏ علي العالم وجاءت مصر في المركز‏103‏ علي العالم‏,‏ وتشمل هذه الموشرات التعاون في الابحاث بين الشركات والجامعات وجوده تعليم الرياضيات والعلوم وحجم تدريب الموظفين وبراءات الاختراع العمليه وعدد المشتركين في خطوط الانترنت السريعه وحريه الصحافه وتطور السوق الماليه والقدره علي الابتكار ورسوم توصيل التليفون للمنازل وانتشار الانترنت في المدارس وجوده الموردين المحليين والتوافر المحلي من خدمات التدريب والابحاث المتخصصه وخادمات الانترنت المومنه‏.‏

هناك‏19‏ موشرا يتقدم فيها الكيان الصهيوني علي مصر بما يتراوح بين‏41‏ و‏60‏ مرتبه او مركزا من حيث الترتيب‏,‏ وما يتراوح بين‏0.26‏ و‏29‏ من حيث الدرجه‏,‏ فمثلا في موشر شده المنافسه المحليه يحتل الكيان الصهيوني ال مركزا رقم‏32‏ عالميا وتحتل مصر ال مركزا رقم‏92‏ عالميا‏,‏ وتشمل هذه الموشرات سعه بيانات الانترنت وتوافر احدث التقنيات والحاسبات الشخصيه واجمالي معدل الضرائب والاشتراك الشهري التجاري في خطوط التليفون والانفاق علي تعليم الحاسبات وانتشار تراخيص التكنولوجيا الاجنبيه وانفاق الشركات علي البحث والتطوير وانتشار تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في مكاتب وهيئات الحكومه واستيعاب التكنولوجيا في الشركات ومشتريات الحكومه من متنجات التكنولوجيا المتطوره واقل تكلفه للاتصال السريع بالانترنت وخطوط التليفون وموشر الاستعداد للحكومه الالكترونيه وعدد الاجراءات المطلوبه لابرام عقد معين وانتاج الكهرباء والاشتراك الشهري في الاتصال عالي السرعه بالانترنت وسهوله الوصول للمحتوي الرقمي وشده المنافسه المحليه‏.‏

هناك‏13‏ موشرا يتقدم فيها الكيان الصهيوني علي مصر بما يتراوح بين‏20‏ و‏21‏ مرتبه او مركزا من حيث الترتيب‏,‏ وما يتراوح بين‏0.54‏ و‏22.82‏ من حيث الدرجه‏,‏ فمثلا في موشر توافر راس المال البشري الموهل يحتل الكيان الصهيوني المرتبه رقم‏8‏ وتحتل مصر المرتبه رقم‏46,‏ وتضم هذه الموشرات حمايه الملكيه الفكريه واستقلال القضاء وفاعليه وكفاءه سلطات سن القوانين والاشتراك الشهري في التليفونات المنزليه وتكلفه مكالمه التليفون المحمول والستجيل في التعليم الجامعي والقوانين المرتبطه بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعدد الموردين المحليين واتاحه الخدمات الحكوميه علي الانترنت ومستخدمي الانترنت وتوافر العلماء والمهندسين واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وكفاءه الحكومه وتوافر راس المال البشري الموهل‏.‏

هناك‏13‏ موشرا يتقدم فيها الكيان الصهيوني علي مصر بما يتراوح بين‏1‏ و‏20‏ مرتبه او مركزا من حيث الترتيب‏,‏ وما يتراوح بين‏0.2‏ و‏1‏ من حيث الدرجه‏,‏ فمثلا في موشر حجم استخدام الانترنت بالشركات يحتل الكيان الصهيوني المرتبه رقم‏17‏ عالميا وتحتل مصر المرتبه رقم‏37‏ عالميا‏,‏ وتضم هذه الموشرات نجاح الحكومه في ترويج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والوقت المطلوب لتطبيق العقد واهميه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لرويه الحكومه للمستقبل وكفاءه الاطار القانوني لفض النزاعات وجوده المنافسه في قطاع مزودي خدمات الانترنت وتوافر خطوط التليفون الجديده واولويه تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لدي الحكومه وعدد الاجراءات المطلوبه لتاسيس شركه وموشر المشاركه الالكترونيه وحقوق الملكيه وتقنين الاعباء الحكوميه وحجم استخدام الانترنت في الشركات

واخيرا تتفوق مصر علي الكيان الصهيوني في موشرين فقط هما حجم الضرائب وتاثيرها والوقت المطلوب لانشاء شركه وذلك بفارق‏44‏ و‏76‏ مركزا في الترتيب الدولي و‏0.82‏ و‏27‏ في الدرجه علي التوالي‏.‏

لست في حاجه الي القول بان المقارنه السابقه تشكل مصدرا للقلق العميق لدي كل غيور علي مستقبل البلاد‏,‏ فطبقا للتقرير تبدو اوضاعنا امام هذا الخصم الشرس هشه وضعيفه‏,‏ وهذا امر لا يختلف احد علي انه يتجاوز كثيرا مساله الترتيب العام في التقرير‏,‏ فسواء تقدمنا او تاخرنا في الترتيب تبقي نقاط القوه والضعف امام اهم خصومنا مساله لها اعتبارها الاهم ودلالاتها الاقوي التي يتعين علينا جميعا العمل علي مواجهتها بلا ابطاء‏.‏


جمال محمد غيطاس