Saturday, May 16, 2009

نقاط القوه والضعف بين مصر ومنافسيها في تكنولوجيا المعلومات‏2‏ ‏2‏

نشر في الأهرام يوم 14 ابريل 2009

هل هي كارثه ان تحتل الامارات المركز‏27‏ وقطر‏29‏ والبحرين‏37‏ وتونس‏38‏ في تقرير تكنولوجيا المعلومات العالمي‏,‏ ثم تاتي مصر في المرتبه‏76‏ من التقرير؟ اعتقادي ان مراكز هذه الدول والعديد غيرها ليس فيه كارثه او يحمل اي علامه قلق بالنسبه لمصر‏,‏ وانما القلق الفعلي ينبع من ان الكيان الصهيوني اسرائيل اقتنص المركز‏25,‏ وان جنوب افريقيا تحتل المركز‏52‏ والهند المركز‏54‏ ورومانيا المركز‏58‏ والبرازيل ال‏59‏ وتركيا ال‏61‏ وبولندا ال‏59,‏ وذلك لان الكيان الصهيوني هو الخصم الاول الذي يصارعنا علي الوجود‏,‏ وباقي الدول المذكوره هي المنافس الابرز الذي ينازعنا علي مزيد من فرص الاستثمار والتشغيل‏,‏ اما باقي دول العالم الوارده في التقرير من عرب وعجم فهي خارج البوره الاساسيه لصراعنا الحضاري وتنافسنا الاقتصادي في تكنولوجيا المعلومات‏,‏ ولذلك يجب الا نتخوف كثيرا مما تحققه سواء كانت مصر سابقه عليها او متخلفه عنها في الترتيب‏.‏

للتوضيح والتذكير اشير مجددا الي ما قلته الاسبوع الماضي من ان اوضاع صناعه تكنولوجيا المعلومات في مصر ومعها مجتمع المعلومات بدرجه او باخري قد غادرت منطقه القاع التي تضم دولا تتسم اوضاعها بالركود وبطء الحركه والخمود شبه التام‏,‏ لكنها لم تصل بعد الي منطقه القمه الناضجه المستقره التي تضم مجموعه الدول الاعلي تقدما ورسوخا في التحول الي مجتمع المعلومات‏,‏ ووجود مصر في هذه المنطقه يدفعنا الي تغيير طريقه قراءتنا لهذا التقرير او غيره من التقارير المشابهه‏,‏ لان الاهم لم يعد المرتبه التي تحققها مصر في الترتيب العام وهل تخلفت ام تقدمت‏,‏ ولكن الاهم الان ان نتعرف علي نقاط الضعف والقوه بيننا وبين الاخرين الذين ينافسوننا او يخاصموننا او يصارعوننا علي المستقبل‏,‏ فنحن عمليا في خضم منافسه وخصومه تدور رحاها ضمن الصراع الحضاري والوجودي الذي فرض علي مصر ان تخوضه بحكم دورها ومكانتها وقدراتها وتاريخها ومسئولياتها الوطنيه والقوميه والدينيه وهذه الخصومه مع الكيان الصهيوني بالتحديد‏,‏ ومنافسه تدور رحاها ضمن الصراع الاقتصادي الذي تفرضه متطلبات خطط التنميه وطموحات مصر في تشغيل العماله وجذب الاستثمار وتعظيم العائدات من وراء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات‏,‏ سواء باعتبارها صناعه قائمه بذاتها او باعتبارها اداه تساعد في التنميه الشامله‏,‏ اضافه لاوضاع سوق تكنولوجيا المعلومات حول العالم‏,‏ وهذه المنافسه مع مجموعه من الدول تمثل كلا من الهند وتركيا وبولندا ورومانيا والبرازيل والفلبين واوكرانيا وروسيا محورها الاساسي‏,‏ لكونها تتسابق علي نفس الفرص التي اخترنا لانفسنا ان نبحث عنها‏,‏ وهي جذب استثمارات في صناعه التعهيد والمشاركات طويله المدي مع الشركات العالميه العامله في هذا المجال‏,‏و انطلاقا من ذلك تناولت اوضاعنا مقارنه بالكيان الصهيوني الاسبوع الماضي‏,‏ واليوم اشير في عجاله الي الوضع المقارن مع هذه الدول التي تتنافس معنا علي نفس الفرص‏.‏

اقول بدايه ان ولا يجب النظر الي التقرير بمعزل عن الاستراتيجيه المعلنه من قبل مصر فيما يتعلق ببناء مجتمع المعلومات عموما وصناعه تكنولوجيا المعلومات بصفه خاصه‏,‏ وما دمنا نتحدث اليوم عن المنافسه في ساحه الاقتصاد‏,‏ فان الامر يكاد يكون منصبا علي استراتيجيه بناء صناعه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المحليه والقائمه بالاساس علي تعظيم العائد من التصدير وفتح فرص لتشغيل العماله من خلال الاستثمار في خدمات تكنولوجيا المعلومات وبشكل اساسي في صناعه التعهيد‏.‏

واذا ما راجعنا اوضاع مصر في التقرير استنادا الي هذه الاستراتيجيه سنجد ان نطاق منافسيها يوجد بشكل اساسي في مجموعه الثلاثين دوله التي تحتل المراكز من‏50‏ الي‏80‏ تقريبا‏,‏ وهي دول لم تتغير كثيرا في تقرير‏2009‏ مقارنه بتقرير‏2008,‏ فمن بين الثلاثين دوله ظهرت سبع دول فقط في تقرير‏2009‏ ولم تكن موجوده في تقرير‏2008,‏ بينما اختفت ست دول من تقرير‏2009‏ علي الرغم من انها كانت موجوده في تقرير‏2008,‏ اي ان‏23‏ دوله من الثلاثين علي الاقل مستمره في هذا النطاق التنافسي مع مصر بصوره او باخري‏.‏

ومن اهم الدول التي يضمها هذا النطاق الهند ورومانيا والبرازيل وبولندا والفلبيين واوكرانيا وروسيا وجنوب افريقيا واذربيجان وتركيا‏,‏ وهي مجموعه الدول التي لديها استراتيجيات وخطط طموحه وقويه وواضحه في مجال التعهيد وخدمات تكنولوجيا المعلومات عموما‏,‏ والبعض منها يقدم نفسه للسوق الدوليه بصوره تقترب كثيرا من الصوره التي تقدم بها مصر نفسها‏,‏ بل ويكاد يتنافس علي نفس الزبائن ونفس رووس الاموال الباحثه عن مناطق للاستثمار في التعهيد وغيرها من انماط صناعه خدمات تكنولوجيا المعلومات‏,‏ ومن الامور الجيده بالنسبه لمصر في هذا المجال ان التقرير خصص جزءا لصناعه التعهيد في مصر باعتبارها علي بدايه طريق النجاح ووصف مصر بانها من افضل خمس دول جاذبه لخدمات التعهيد‏.‏

وبمراجعه قوائم التقرير اتضح ان الدرجات التي حصلت عليها الدول الموجوده في هذا النطاق التنافسي تراوحت عام‏2008‏ بين‏4.05‏ و‏3.58‏ درجه من‏7,‏ بمتوسط عام‏3.77,‏ وتراوحت عام‏2009‏ بين‏4.15‏ و‏3.58‏ درجه من‏7‏ بمتوسط عام‏3.85,‏ وهو مستوي لا يختلف كثيرا عن الدرجات التي حققتها مصر‏,‏ والتي بلغت‏3.76‏ درجه في‏2009,‏ و‏3.74‏ في‏2008,‏ بمتوسط‏3.75‏ درجه‏,‏ ودلاله ذلك اننا نواجه منافسه شديده‏,‏ وان الانتقال من اسفل لاعلي داخل القائمه سريع ويتحقق بكسور من الواحد الصحيح‏,‏ مما يفرض علينا دراسه اوضاع هذه الدول بعمق ومتابعتها اولا باول‏,‏ وان كان ما ينشر من تقارير وبحوث عالميه في هذا الصدد يدفعنا الي القول بان الدول الاحري بالدراسه والمتابعه عن كثب هي الصين والهند وتركيا ورومانيا وبولندا والبرازيل واوكرانيا والاتحاد الروسي وبولندا والفلبين من بين الدول الثلاثين‏.‏

والمعروف ان التقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات لا يتوقف عند ترتيب الدول في مراكز تصاعديه من رقم واحد الي‏134‏ مركزا فحسب‏,‏ بل يعطي لكل دوله درجه تتراوح بين صفر و‏7,‏ وكلما اقتربت الدرجه من‏7‏ كان ذلك دليلا علي حدوث تقدم وتنميه في الوضع الاجمالي لتكنولوجيا المعلومات بالدوله‏,‏ وكلما كان الارتفاع في الدرجه كبيرا تبوات الدوله مركزا متقدما في الترتيب العام‏.‏

وما يلفت النظر في هذا الصدد ان الدرجه التي حصلت عليها مصر في تقرير‏2009‏ كانت اكبر من الدرجه التي حصلت عليها في تقرير‏2008,‏ ففي عام‏2008‏ كانت الدرجه التي حصلت عليها مصر هي‏3.74‏ من‏7,‏ وفي عام‏2009‏ حصلت علي‏3.76‏ من‏7,‏ اي حققت مصر تحسنا قدره‏0.02‏ درجه‏,‏ وعلي الرغم من زياده الدرجه فان مصر تراجعت في الترتيب العام من المركز‏63‏ في تقرير عام‏2008‏ الي المركز‏76‏ في تقرير‏2009‏ اي خسرت‏13‏ مركزا‏.‏

هنا قد يتساءل البعض‏:‏ كيف نحقق تحسنا طفيفا في الدرجه ونتقهقر بقوه في الترتيب العام؟

من يراجع التقرير يكتشف بسهوله ان الامر يتعلق بطبيعه اداء المنافسين وقدراتهم‏,‏ فالتقرير يكشف عن وجود نماذج عديده من اداء المنافسين لمصر‏,‏ فهناك منافسون حسنوا درجاتهم بمعدل اكبر مما فعلناه نحن وقفزوا لاعلي في الترتيب العام‏,‏ وهناك منافسون حسنوا درجاتهم بافضل مما فعلناه نحن وحافظوا علي مراكزهم كما هي‏,‏ وهناك منافسون خسروا جزءا من درجاتهم لكنهم لم يسقطوا في هاويه التقرير او يتراجعوا بعشرات المراكز كما حدث لنا وذلك لان ادائهم من الاصل مرتفع بنسبه كبيره‏,‏ والنموذج الاول تمثله دوله مثل رومانيا التي حسنت درجاتها من‏3.86‏ درجه في‏2008‏ الي‏3.97‏ درجه في‏2009‏ محققه فارقا قدره‏0.11‏ درجه ضمنت لها التقدم ثلاثه مراكز‏,‏ من المركز‏61‏ عام‏2008‏ الي المركز‏58‏ عام‏2009,‏ والنموذج الثاني تجسده دوله مثل البرازيل التي حسنت درجاتها من‏3.87‏ الي‏3.94‏ درجه‏,‏ محققه فارقا قدره‏0.7‏ درجه‏,‏ بيد ان هذا التقدم لم يضمن لها سوي الاحتفاظ بمركزها كما هو داخل التقرير حيث ظلت في المرتبه‏59‏ عامي‏2009‏ و‏2008,‏ والنموذج الثالث يتجسد بوضوح في الهند التي تراجعت درجتها من‏4.06‏ درجه عام‏2008‏ الي‏4.03‏ عام‏2009,‏ بفارق‏0.03‏ درجه‏,‏ ومع
ذلك تراجعت اربعه مراكز فقط في الترتيب العام لتحتل المركز‏54‏ في‏2009‏ بعد ان كانت في المركز‏50‏ في‏2008,‏ ودلاله ذلك ان اداء بعض منافسينا كان اسرع واكبر واكثر فاعليه من ادائنا حتي بالنسبه لمن تراجع اداوهم تراجعا طفيفا عما حققوه من قبل‏,‏ ومن ثم ليس كافيا ان نبذل جهدا ونحقق نموا او حتي تنميه هنا او هناك ثم نكتفي بان نقدم ذلك علي انه انجاز‏,‏ بل لابد ان نربط الانجاز المتحقق باداء المنافسين وندخله كمعيار من معايير تقييم ما يتم القيام به‏,‏ بعباره اخري حينما نقول اننا جذبنا عده ملايين من الدولارات او وفرنا بضعه الاف من فرص العمل‏,‏ لابد ان نقدم ذلك في سياق ياخذ في اعتباره ما جذبه المنافسون من استثمارات وما حصلوا عليه من فرص عمل او حققوه من تنميه‏,‏ حتي يكون الحكم علي ما تحقق صائبا وموضوعيا وفي سياقه الصحيح محليا ودوليا‏,‏ والنتيجه التي يمكن الخروج بها من هذه النقطه ان اداء مصر خلال‏2008‏ حقق اضافه ولا شك‏,‏ لكنها بمعايير المنافسه اقل مما كان يتعين تحقيقه‏,‏ وان الجهد المبذول يتعين ان يزداد ويصل الي المستوي الذي يجعله ندا للمنافسين‏,‏ وهو ما يجلعنا نقول مجددا ان الامر لم يعد مرتبه في التقرير بشكل عام‏,‏ بل اصبح مقارنه لنقاط الضعف والقوه مع الخصوم والمنافسين‏.‏


جمال محمد غيطاس

نقاط القوه والضعف بين مصر ومنافسيها في تكنولوجيا المعلومات

طالعت الاسبوع الماضي بعض تفاصيل التقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات الذي يصدره منتدي دافوس الاقتصادي في نهايه مارس من كل عام‏,‏ وبدا من مكانه وترتيب مصر داخل الموشر العام للتقرير ان مصر حسنت اوضاعها وغادرت منطقه القاع التي تضم دولا تتسم اوضاعها بالركود وبطء الحركه والخمود شبه التام‏,‏ لكنها لم تصل بعد الي منطقه القمه الناضجه المستقره التي تضم مجموعه الدول الاعلي تقدما ورسوخا في التحول الي مجتمع المعلومات‏,‏ وهي الان تقف ضمن مجموعه الدول المتنافسه المتقاربه المستوي التي تتقافز لاعلي واسفل داخل موشر التقرير باستمرار‏,‏ فتسجل لنفسها مكاسب كبري في سنه ما وتحتل مراتب افضل‏

ثم تخفق او تحقق خسائر واضحه وتتراجع في ترتيبها الي الوراء في سنه تاليه‏,‏ وقد يكون القفز لاعلي او الهبوط لاسفل بسبب فقد او جني كسور من النقاط هنا او هناك‏,‏ واعتقادي ان وجود مصر في هذه المنطقه عده سنوات متتاليه يدفعنا الي تغيير طريقه قراءتنا لهذا التقرير او غيره من التقارير المشابهه‏,‏ لان الاهم لم يعد المرتبه التي تحققها مصر في الترتيب العام‏,‏ ولكن الاهم الان ان نتعرف علي نقاط الضعف والقوه بيننا وبين الاخرين الذين ينافسوننا او يخاصموننا او يصارعوننا علي المستقبل‏,‏ ولا يهم ان كانوا بجوارنا في المنطقه الوسط ذات الحساسيه الاعلي للتغيير‏,‏ او في المنطقه الراكده بالقاع او المنطقه الناضجه علي القمه‏.‏

اشير في البدايه الي ان هذا التقرير من اعداد منتدي دافوس الاقتصادي بالتعاون مع موسسه انسيد الرائده في مجال الاعمال علي المستوي الدولي‏,‏ وينشر تحت اسم تقرير تكنولوجيا المعلومات العالمي‏,‏ ويعتبر موشر الاستعداد الشبكي العمود الفقري للتقرير‏,‏ ويستخدم في بناوه حوالي‏64‏ موشرا فرعيا‏,‏ تقيس مدي ما لدي البلدان المختلفه من اراده وانجاز حقيقي علي الارض في تفعيل وتوظيف الفرص التي توفرها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لخدمه عمليات التنميه وزياده التنافسيه‏,‏ كما يختبر الموشر مدي استعداد الدول لاستخدام تكنولوجيا المعلومات بفعاليه علي ثلاثه محاور الاول هو الاعمال العامه والثاني هو البيئه التنظيميه والثالث هو البنيه الاساسيه‏,‏ ولذلك يعتبر التقرير من اهم موشرات التقييم التي تحظي بالاحترام في مجال قياس مستوي نضج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمجتمعات المختلفه وتاثيرها علي عمليه التنميه والقدرات التنافسيه لمختلف الدول‏.‏

وحينما نتحدث عن المنافسين والخصوم لابد ان نعي ان هناك منافسه وخصومه تدور رحاها ضمن الصراع الحضاري والوجودي الذي فرض علي مصر ان تخوضه بحكم دورها ومكانتها وقدراتها وتاريخها ومسئولياتها الوطنيه والقوميه والدينيه‏,‏ ومنافسه وخصومه تدور رحاها ضمن الصراع الاقتصادي الذي تفرضه متطلبات خطط التنميه وطموحات مصر في تشغيل العماله وجذب الاستثمار وتعظيم العائدات من وراء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات‏,‏ سواء باعتبارها صناعه قائمه بذاتها او باعتبارها اداه تساعد في التنميه الشامله‏,‏ اضافه لاوضاع سوق تكنولوجيا المعلومات حول العالم‏.‏

وعند النظر للموقف من منظور الصراع الحضاري والوجودي سنجد ان هناك طرفا واحدا يتعين ان يكون هو الاول علي الاطلاق الذي نقارن اوضاعنا باوضاعه لمعرفه ما بيننا وبينه من نقاط قوه وضعف‏,‏ وهذا الطرف هو الكيان الصهيوني او اسرائيل‏,‏ لانه الخصم والمنافس ومصدر التهديد رقم واحد لمصر علميا وتكنولوجيا واقتصاديا واجتماعيا وعقائديا وعلي كل المستويات‏,‏ واذا اردنا قراءه مفيده وجاده لهذا التقرير وما جاء به من ارقام فلابد من ان نبدا بالقاء نظره مقارنه بيننا وبين هذا الخصم‏,‏ لنتبين حقيقه من فرض علينا الصراع الحضاري والوجودي معه‏.‏

من حيث الترتيب داخل الموشر العام للتقرير احتل الكيان الصهيوني المركز ال‏12‏ عالميا في عام‏2002‏ وال‏16‏ عام‏2003,‏ وثبت في المركز ال‏18‏ في سنوات‏2004‏ و‏2005‏ و‏2006‏ و‏2007‏ ثم تراجع الي المركز ال‏25‏ في‏2008,‏ اما مصر فاحتلت المرتبه المرتبه‏65‏ عامي‏2002‏ و‏2003,‏ ثم قفزت الي المركز‏57‏ في عام‏2004,‏ ثم تراجعت الي المركز‏63‏ عام‏2005,‏ ثم تراجعت الي المركز‏77‏ عام‏2006,‏ ثم قفزت الي المركز‏63‏ مره اخري عام‏2007,‏ ثم عادت للمركز‏76‏ عام‏2008.‏

يتضح من ذلك ان القفز للامام او التراجع للوراء بالمعدلات السابقه يدل علي ان تبادل المواقع والمراتب داخل التقرير هو حدث متكرر ينجم عن تغيرات طفيفه في هذا العامل او ذاك‏,‏ وفي حاله كهذه لابد من الغوص فيما وراء الرقم الدال علي المكانه داخل التقرير للبحث في تفاصيل اوضاع هذا الخصم‏,‏ بما يوضح نقاط الضعف والقوه الضعف والقوه بينه وبين مصر‏.‏

وبمراجعه الارقام الخاصه بكل من مصر والكيان الصهيوني في الموشرات ال‏64‏ الفرعيه التي بني علي اساسها التقييم العام للتقرير الاخير والذي وضع مصر في المرتبه‏76‏ والكيان الصهيوني في المرتبه‏25‏ وجدت الاتي‏:‏

هناك سبعه موشرات فرعيه يتقدم فيها الكيان الصهيوني علي مصر بما يتراوح بين‏80‏ و‏93‏ مرتبه او مركزا من حيث الترتيب‏,‏ وما يتراوح بين‏1.62‏ و‏12.66‏ من حيث الدرجه‏,‏ فمثلا في موشر جوده موسسات البحث العلمي احتل الكيان الصهيوني المرتبه الثالثه علي العالم‏,‏ وجاءت مصر في المرتبه ال‏96‏ علي العالم‏,‏ وتشمل هذه الموشرات جوده نظام التعليم والصادرات من التكنولوجيا المتقدمه وعدد المشتركين في التليفون المحمول ورسوم توصيل التليفون للشركات وجوده مدارس الاداره ومدي وعي ونضج المشتركين‏,‏ وجوده موسسات البحث العلمي‏.‏

هناك‏13‏ موشرا فرعيا يتقدم فيها الكيان الصهيوني علي مصر بما يتراوح بين‏61‏ و‏80‏ مرتبه او مركزا من حيث الترتيب‏,‏ وما يتراوح بين‏1.13‏ و‏21.49‏ من حيث الدرجه‏,‏ فمثلا في الموشر الخاص بخادمات الانترنت المومنه جاء الكيان الصهيوني في المركز رقم‏25‏ علي العالم وجاءت مصر في المركز‏103‏ علي العالم‏,‏ وتشمل هذه الموشرات التعاون في الابحاث بين الشركات والجامعات وجوده تعليم الرياضيات والعلوم وحجم تدريب الموظفين وبراءات الاختراع العمليه وعدد المشتركين في خطوط الانترنت السريعه وحريه الصحافه وتطور السوق الماليه والقدره علي الابتكار ورسوم توصيل التليفون للمنازل وانتشار الانترنت في المدارس وجوده الموردين المحليين والتوافر المحلي من خدمات التدريب والابحاث المتخصصه وخادمات الانترنت المومنه‏.‏

هناك‏19‏ موشرا يتقدم فيها الكيان الصهيوني علي مصر بما يتراوح بين‏41‏ و‏60‏ مرتبه او مركزا من حيث الترتيب‏,‏ وما يتراوح بين‏0.26‏ و‏29‏ من حيث الدرجه‏,‏ فمثلا في موشر شده المنافسه المحليه يحتل الكيان الصهيوني ال مركزا رقم‏32‏ عالميا وتحتل مصر ال مركزا رقم‏92‏ عالميا‏,‏ وتشمل هذه الموشرات سعه بيانات الانترنت وتوافر احدث التقنيات والحاسبات الشخصيه واجمالي معدل الضرائب والاشتراك الشهري التجاري في خطوط التليفون والانفاق علي تعليم الحاسبات وانتشار تراخيص التكنولوجيا الاجنبيه وانفاق الشركات علي البحث والتطوير وانتشار تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في مكاتب وهيئات الحكومه واستيعاب التكنولوجيا في الشركات ومشتريات الحكومه من متنجات التكنولوجيا المتطوره واقل تكلفه للاتصال السريع بالانترنت وخطوط التليفون وموشر الاستعداد للحكومه الالكترونيه وعدد الاجراءات المطلوبه لابرام عقد معين وانتاج الكهرباء والاشتراك الشهري في الاتصال عالي السرعه بالانترنت وسهوله الوصول للمحتوي الرقمي وشده المنافسه المحليه‏.‏

هناك‏13‏ موشرا يتقدم فيها الكيان الصهيوني علي مصر بما يتراوح بين‏20‏ و‏21‏ مرتبه او مركزا من حيث الترتيب‏,‏ وما يتراوح بين‏0.54‏ و‏22.82‏ من حيث الدرجه‏,‏ فمثلا في موشر توافر راس المال البشري الموهل يحتل الكيان الصهيوني المرتبه رقم‏8‏ وتحتل مصر المرتبه رقم‏46,‏ وتضم هذه الموشرات حمايه الملكيه الفكريه واستقلال القضاء وفاعليه وكفاءه سلطات سن القوانين والاشتراك الشهري في التليفونات المنزليه وتكلفه مكالمه التليفون المحمول والستجيل في التعليم الجامعي والقوانين المرتبطه بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعدد الموردين المحليين واتاحه الخدمات الحكوميه علي الانترنت ومستخدمي الانترنت وتوافر العلماء والمهندسين واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وكفاءه الحكومه وتوافر راس المال البشري الموهل‏.‏

هناك‏13‏ موشرا يتقدم فيها الكيان الصهيوني علي مصر بما يتراوح بين‏1‏ و‏20‏ مرتبه او مركزا من حيث الترتيب‏,‏ وما يتراوح بين‏0.2‏ و‏1‏ من حيث الدرجه‏,‏ فمثلا في موشر حجم استخدام الانترنت بالشركات يحتل الكيان الصهيوني المرتبه رقم‏17‏ عالميا وتحتل مصر المرتبه رقم‏37‏ عالميا‏,‏ وتضم هذه الموشرات نجاح الحكومه في ترويج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والوقت المطلوب لتطبيق العقد واهميه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لرويه الحكومه للمستقبل وكفاءه الاطار القانوني لفض النزاعات وجوده المنافسه في قطاع مزودي خدمات الانترنت وتوافر خطوط التليفون الجديده واولويه تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لدي الحكومه وعدد الاجراءات المطلوبه لتاسيس شركه وموشر المشاركه الالكترونيه وحقوق الملكيه وتقنين الاعباء الحكوميه وحجم استخدام الانترنت في الشركات

واخيرا تتفوق مصر علي الكيان الصهيوني في موشرين فقط هما حجم الضرائب وتاثيرها والوقت المطلوب لانشاء شركه وذلك بفارق‏44‏ و‏76‏ مركزا في الترتيب الدولي و‏0.82‏ و‏27‏ في الدرجه علي التوالي‏.‏

لست في حاجه الي القول بان المقارنه السابقه تشكل مصدرا للقلق العميق لدي كل غيور علي مستقبل البلاد‏,‏ فطبقا للتقرير تبدو اوضاعنا امام هذا الخصم الشرس هشه وضعيفه‏,‏ وهذا امر لا يختلف احد علي انه يتجاوز كثيرا مساله الترتيب العام في التقرير‏,‏ فسواء تقدمنا او تاخرنا في الترتيب تبقي نقاط القوه والضعف امام اهم خصومنا مساله لها اعتبارها الاهم ودلالاتها الاقوي التي يتعين علينا جميعا العمل علي مواجهتها بلا ابطاء‏.‏


جمال محمد غيطاس