Wednesday, September 27, 2006

الأبعاد المعلوماتية للهموم المصرية‏..‏ فريضة غائبة

http://ait.ahram.org.eg/Index.asp?DID=8986&CurFN=maka0.HTM

تتراكم الهموم المصرية التي تثقل كاهل الناس وتتزايد يوما بعد يوم فباتت صعبة الحصر‏,‏ وحينما ننظر إلي هذه الهموم نجد بينها قاسما مشتركا‏,‏ وهو أننا لا نلتفت لأبعادها وأسبابها المعلوماتية ونهملها إلي حد كبير حتي أصبحت هذه الأبعاد كالفريضة الغائبة‏,‏ أي الشيء الذي تفرض الظروف أن يكون موجودا لكنه غائب‏,‏ وعمليا يؤدي هذا الغياب إلي زيادة اشتعال الهموم وتعقيدها وغموضها وتمديد عمرها واستعصائها علي الحل وتشديد وطأتها علي الحلقة الأضعف في الوضع برمته وهي المواطن البسيط‏,‏ ولا ريب أن الأمر بهذا الشكل يجعلنا في حاجة ماسة لإعادة قراءة والتعامل مع هذه الهموم من المنظور المعلوماتي‏,‏ عسي أن تسهم هذه القراءة في أن تقدم لها حلولا غير تقليدية‏,‏ خاصة وأنها هموم تعمقت وتعقدت حتي أصبحت غير تقليدية ويتعين علينا التوقف عن التفكير فيها والتعامل معها بالطرق والحلول التقليدية‏.‏

لو نظرنا إلي سلة الهموم المصرية نجد أنه في التعليم مثلا هناك تبرم وعدم رضا عن المناهج والجودة وطرق التدريس والتكلفة‏,‏ وفي الزراعة جدل حول المبيدات ومافيا التعدي علي الأرض الزراعية وبيعها وتدهور بعض المحاصيل وهجمات الجراد وأنفلونزا الطيور‏,‏ وفي الري هواجس حول شح المياه وعدم اطمئنان إلي مشروع توشكي‏,‏ وفي الصحة معاناة في مستشفيات الحكومة من تدني الأداء وأحيانا اختفاء الخدمة‏,‏ ومعاناة في القطاع الخاص والاستثماري من لهيب الأسعار وطغيان الفندقة علي كفاءة العلاج‏,‏ وفي السياسة سلاسل من الاشتباكات لا تنتهي حول قضايا الحكم والانتخابات وغيرها‏,‏ وفي الصحافة والإعلام أوضاع وصلت لحافة الاشتعال‏,‏ وفي الرياضة تراجع كان أبرزه صفر المونديال وانفلات بعض الألسنة علي منصة الاستاد‏,‏ وفي الخدمات‏:‏ مياه لا تصل في بعض الأحيان وإن وصلت فتحتاج إلي إعادة معالجة‏,‏ وكهرباء مقطوعة النفس‏,‏ ناهيك عن مشكلات تضخم الأسعار والبطالة وعذابات ما يحدث للمصريين في الغربة وآخرها مأساة الـ‏500‏ عامل بصحراء الكويت‏,‏ وهكذا‏.‏

قد يسارع البعض إلي القول بأن هذه الهموم مدروسة ومعروفة وكل المعلومات المتعلقة بها موجودة لدي الجهات المعنية‏,‏ وبالتالي فإنها هموم ومشكلات مقروءة معلوماتيا بالفعل ولا تحتاج لدعوة تطالب بذلك‏,‏ ومثل هذا القول لا يعكس الحقيقة‏,‏ لأن المشكلة شيء وتحديد حالتها المعلوماتية شيء آخر‏,‏ فحوادث القطارات التي يروح ضحيتها العشرات وتتكرر من وقت لآخر هي بالفعل مشكلة‏,‏ لكن المعلومات المتعلقة بهذه المشكلة تشمل التوصيف الكامل لحالة القضبان والجرارات والإشارات والنظام الإداري لهيئة السكك الحديدية وكفاءته ونظم التشغيل والصيانة ومستوي التدريب لدي العمال وأعداد الركاب وتفضيلاتهم والتجمعات السكانية التي تخدمها السكك الحديدية والكباري والطرق المتقاطعة مع السكك الحديدة وغيرها‏,‏ وبعض هذه المعلومات لابد أن يكون ثابتا لا يتغير وبعضها متغير ويحتاج تحديثا طوال الوقت سواء علي مستوي اليوم أو الأسبوع أو الشهر أو السنة‏,‏ ومن ثم فإن مثل هذه المعلومات تتطلب خططا وجهودا استهدافية متخصصة ومستقلة لتتبعها وجمعها وتصنيفها وفهرستها وتحديثها وتحليلها‏,‏ أي أننا أمام شيء يتجاوز كثيرا مجرد التعرف علي المشكلة وتحديدها‏.‏

ولعل السؤال الذي يتبادر إلي الذهن الآن هو‏:‏ ما المقصود تحديدا بقراءة همومنا المختلفة قراءة معلوماتية ؟
المقصود بمنتهي البساطة أن تتم دراسة حالة المعلومات المتعلقة بهذه الهموم بعمق وموضوعية وبشكل مستقل واستهدافي لمعرفة‏:‏ هل هي معلومات موجودة أم غائبة أم مغيبة‏,‏ وإذا كانت موجودة‏:‏ هل هي معلومات جيدة ودقيقة ومناسبة للتعامل مع المشكلة أم غير دقيقة ومتدنية الجودة وغير مهيأة لأن تلعب الدور المنوط بها‏,‏ وإذا كانت موجودة وذات جودة‏:‏ فهل هي معتقلة وغير متداولة إلا في نطاق ضيق للغاية أم معلومات متاحة وحرة التداول وتصل للمعنيين والمحتاجين لها‏,‏ وإذا كانت معلومات موجودة وذات جودة ومتاحة‏:‏ فهل هي معطلة أو مهملة ولا يعبأ بها أحد أم يجري توظيفها في التعامل مع المشكلة‏,‏ وإذا كانت توظف بالفعل‏:‏ فهل يجري توظيفها بشكل سليم أم بشكل خاطيء‏,‏ وانطلاقا من هذه الدراسة العميقة والمتأنية يتم الوقوف علي طبيعة الدور الذي تلعبه المعلومات في حدوث المشكلات والهموم المختلفة‏,‏ وهل المعلومات بحالتها وأوضاعها الفعلية تعتبر في حد ذاتها سببا من أسباب المشكلة أم لا‏,‏ كما يتم الوقوف علي طبيعة الدور الذي تلعبه المعلومات في تشخيص وحل المشكلة وفي نشر آثارها علي المجتمع والمعنيين بها‏,‏ وذلك بكل دقة وموضوعية‏.‏

الأهمية والجدوي
والقراءة المعلوماتية للمشكلات والهموم ـ بالمفهوم السابق ـ لم تعد ترفا بل ضرورة حيوية‏,‏ لأن المجتمعات البشرية أصبحت علي مستويات عالية جدا من التعقيد في تركيبتها وبنيتها الداخلية وضخمة في حجم سكانها وتتجه مع الوقت صوب المزيد من التعقيد‏,‏ كما شهدت وتشهد تطورا خطيرا في طبيعة التحديات والمشكلات التي تواجهها‏,‏ وقد أفرز ذلك انفجارا معلوماتيا ضخما علي كل المستويات‏,‏ وطبقا لإحصاءات بعض المؤسسات الدولية فإن معدل إنتاجية العالم من البيانات والمعلومات الرقمية الناجمة عن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال العامين الماضيين قد تجاوز إجمالي ما أنتجته البشرية من معلومات وبيانات طوال تاريخها‏,‏ وهذا يدل علي أن كل المجتمعات تواجه تيارا متدفقا من المعلومات التي تتراكم بسرعة مولدة فيضانا أو انفجارا معلوماتيا رقميا متواصلا‏,‏ لم يترك مشكلة أو ظاهرة إلا وأنشأ وراءها معلومات ضخمة ترتبط بها وتتطلب تعاملا وتدخلا مستقلا عند التعامل معها بأي صورة من الصور‏.‏

في ضوء ذلك شاعت حول العالم مصطلحات ومفاهيم وأساليب وأدوات في الحكم والاقتصاد والاجتماع والأمن والعسكرية تتحدث عن الإدارة بالمعلومات والإدارة بالمعرفة‏,‏ ثم تطور الأمر وبرزت علي السطح ظواهر جديدة أكثر شمولا واتساعا تتحدث عن الاقتصاد القائم علي المعرفة‏,‏ والديمقراطية الرقمية والحكومة الإلكترونية ثم أخيرا مجتمع المعلومات ومجتمع المعرفة‏.‏

ومع كل فصل أو مرحلة جديدة من مراحل هذا التطور كانت القراءة المعلوماتية للمشكلات تتعمق وتترسخ وتزداد أهميتها‏,‏ حتي بدأ البعض يتحدث عن المعلومات باعتبارها المادة الخام الأساسية المسئولة عن تشغيل‏(‏ النظام العصبي الرقمي‏)‏ داخل المؤسسات والهيئات المعنية بحل المشكلات المختلفة بأي دولة‏,‏ وذلك من خلال إفساح المجال لتداول المعلومات المتعلقة بأي مشكلة بالسرعة والنعومة والكفاءة المطلوبة التي تضمن الاستجابة السريعة للطوارئ والفرص‏,‏ وأيضا توفير معلومات ذات قيمة حقيقية بسرعة مطلقة‏,‏ وفي الوقت المناسب لمن يحتاجها‏,‏ وتوفير الدعم اللحظي اللازم لاتخاذ قرارات سريعة سليمة ذات تأثير إيجابي في مختلف مراحل التعامل مع المشكلة‏,‏ بدءا بالتخطيط المبكر وانتهاء بإزالتها نهائيا‏.‏

وعمليا أصبح رد المشكلات والهموم إلي أصولها وأسبابها المعلوماتية يسهم في تحقيق نتائج طيبة للغاية في القضاء عليها أو علي الأقل التخفيف من وطأتها‏,‏ خاصة في مشكلات بعينها كالبطالة والتعليم والصحة والزراعة ومشكلات قطاعات النقل والمواصلات والأجهزة السيادية كالضرائب والجمارك وغيرها‏,‏ وتشهد علي ذلك خبرات وممارسات عديدة في الهند والبرازيل وبوليفيا وغيرها من الدول التي تتقارب ظروفها مع ظروفنا‏,‏ ناهيك عن الدول المتقدمة ذات العراقة والكثافة في الاعتماد علي المعلوماتية‏.‏ ولو حاولنا التدقيق في المنظور العام لدور المعلوماتية كأداة لرفع الهموم وحل المشكلات بالمجتمعات المعاصرة‏,‏ سنجد أمامنا ثلاث ثورات تشكل ما يشبه المثلث الذي تقود كل زاوية فيه إلي الأخري في دورة متصلة‏,‏

الأولي ثورة المعلومات بما فيها من منجزات علمية وتكنولوجية في مجالات البرمجيات والإلكترونيات وشبكات الاتصالات والمحتوي ونظم المعلومات والأجهزة والمعدات وغيرها من العناصر التي تحولت من منجزات علمية وإبداعات تقنية إلي مزيج من الأدوات يدير تفاصيل الحياة اليومية‏.‏ والثانية هي ثورة التغيير ومن أهم ملامحها الانتقال إلي القيم العالمية بدلا من القيم المحلية‏,‏ وبروز الثروة الفكرية مقابل الثروة المادية‏,‏ واللغات العالمية مقابل اللغة المحلية والتنظيمات والمؤسسات الشبكية العرضية العابرة للتقسيمات الاجتماعية والجغرافية مقابل الرأسية المحصورة فئويا وإقليميا‏,‏ والابتكار والاختلاف مقابل التكرار والنمطية‏,‏ وإنتاج السرعة مقابل إنتاج الوفرة‏,‏ والإنتاج كثيف المعلومات مقابل الإنتاج كثيف العمالة‏.‏ والثورة الثالثة هي ثورة‏(‏ العقل المجتمعي‏)‏ ونعني به هنا حزمة الأفكار والقناعات والسلوكيات والسمات التي تسود مجتمع ما وتحكم توجهاته وتعاملاته مع قضاياه المختلفة‏,

‏ والتي يتعين أن توفر الأرضية اللازمة للتعامل المعلوماتي السليم مع هموم ومشكلات المجتمع‏.‏ وللأسف فإننا في مصر أمام‏(‏ عقل مجتمعي‏)‏ ليس مهيئا بما يكفي لبروز دور فاعل للمعلوماتية في التعامل مع المشكلات والهموم‏,‏ فالتعامل مع المشكلات والهموم في ظل ثورة المعلومات يتطلب عقلا متجددا دائم البحث والمبادرة والإبداع‏,‏ ونحن لدينا عقل مجتمعي خامد يميل للتقليد والتآلف مع الخرافة‏,‏ ويتطلب عقلا مستقلا وضد التبعية‏,‏ ونحن لدينا عقل تابع ناقل لا يتورع عن استيراد أي شيء حتي رؤاه‏,‏ ويتطلب عقلا يعي أهمية الاختلاف والتنوع ونحن لدينا عقل يميل للنمطية والتوحد‏,‏ ويتطلب عقلا يعتمد النظرة الكلية والمداخل متعددة الرؤي ونحن لدينا عقل أحادي لا يكترث بالروابط والنظرة التكاملية‏,‏ ويتطلب عقلا يتبني التوجه المنظومي ونحن لدينا عقل لا منظومي يستسلم للنظرة الجزئية المفككة‏,‏ ويتطلب عقلا ينتج العلم ويحترمه ونحن لدينا عقل يبشر بالعلم ولا ينتجه وكثيرا ما يمتهنه‏,‏ وفي ظل هذا العقل المجتمعي السائد كان منطقيا ألا نرد همومنا لأسبابها وجذورها المعلوماتية وهو أمر أفضي إلي تعقيدها واستمرارها وإذكاء نارها ونشر لهيبها بين ضلوع المواطن الفرد‏,‏ والشواهد علي ذلك كثيرة ومتنوعة‏.‏

..‏ وإلي الأسبوع المقبل‏.‏


جمال محمد غيطاس
ghietas@ahram0505.net


--
. . h.o.s.a.m.r.e.d  . .
Unleashed Innovation
--
http://hosamred.blogspot.com

Tuesday, September 12, 2006

Naked Objects Integration with Hibernate

The Naked Objects group has announced the Milestone 1 release of Naked Objects version 3.0, downloadable from sourceforge.net/projects/nakedobjects.

Many people first heard about Naked Objects from our first series of articles on TheServerSide almost three years ago. If the term 'Naked Objects' still means nothing to you, those articles provide a good summary of the concept and of its benefits.

Three years ago, the Naked Objects framework (version 1) was essentially a prototyping tool: By auto-generating an object-oriented user interface directly from the domain object definitions (using reflection) it facilitated the creation of prototype business applications. As we had already demonstrated by then, using this tool encouraged cleaner object designs, which in turn resulted in more agile systems.

The framework has moved on dramatically in the last three years. Version 2, which we started to develop in January 2004, was intended to be used not just as a prototyping tool, but as part of an enterprise architecture for delivering real applications.

In September 2004, the Department of Social and Family Affairs (DSFA) in Ireland (roughly equivalent to the Social Security Administration in the US, or the Department for Work and Pensions in the UK) took the bold decision to build its new enterprise architecture around the Naked Objects framework. In May 2006 it went live with the first of a new generation of large-scale business applications based on this new architecture: A replacement for the state Pensions Administration systems. This system is now intensively used by more than a 100 clerical and management staff, generating more than 250,000 transactions per day. Since May 2006 it has issued more than €1bn in pension entitlements - a mission critical system by any standards. A second set of applications went live at the end of July and by the end of this year there will be more than 200 users and several more applications. Several of these applications support very complex business operations.

more..

تحت شعار كن مبدعا تكن الافضل ‏89‏ باحثا و‏266‏ موظفا يحققون عائدات قدرها مليار و‏400‏ مليون دولار

ينما كانت صفحه لغه العصر تستعد للصدور حامله مقال الاسبوع الماضي الذي تناولت فيه تجربه اليابان في وضع سياسه وطنيه لامن المعلومات قائمه علي تصور واع وشامل للعلاقه بين امن المعلومات والامن القومي‏,‏ كنت في ذلك الوقت بمدينه كيوتو العاصمه التاريخيه لليابان‏,‏ استعد لحضور وقائع اللقاء الصحفي العالمي الذي نظمته شركه‏(‏ رولاند‏)‏ اليابانيه المتخصصه في الطابعات الرقميه كبيره الحجم لمجموعه من محرري وكتاب تكنولوجيا المعلومات حول العالم‏,‏ وكان الاهرام حاضرا به عن منطقه الشرق الاوسط ككل‏,‏ وبعد لقاءات ومحاضرات مكثفه وجولات بمعامل ابحاث الشركه ومصنعها بمدينه همماتسو‏,‏ وجدت في النهايه انني امام درس ياباني مميز في كيفيه بناء‏(‏ نموذج عمل‏)‏ ناجح وقادر علي الاستمرار داخل صناعه تكنولوجيا المعلومات العالميه الحافله بالمنافسات والانكسارات والانتصارات‏,‏ درس يوكد انه اذا كنت قادرا علي ان تبدع باستمرار فالطريق مفتوح امامك لكي تنشئ شركه تبدا محليه وتصل للعالميه وتحقق عائدات بملايين الدولارات وتكون لبنه في صناعه وطنيه حقيقيه عميقه الجذور‏,‏ بشرط ان يكون لديك‏(‏ حلم‏)‏ تثق به وبنفسك وتلقيه‏(‏ للعلم‏)‏ كي يخضعه‏(‏ للبحث‏)‏ ويعيد تشكيله بفعل‏(‏ الابداع‏),‏ وبالتالي تحقق تميزا وتفردا يضمن لك النجاح والانتشار والاستمرار وصد المنافسه‏,‏ اما اذا كنت تتحدث عن العلم ولا تحترمه وتعشق الابداع قولا وليس فعلا كما يفعل الكثيرون بمصر الان‏,‏ فانت خارج سياق الدرس او الدرس منتهيا بالنسبه لك قبل ان يبدا‏.‏

لقد شهدت محاضرات ومناقشات ولقاءات ثنائيه وتفاصيل كثيره وعروضا حيه لمنتجات جديده او مطوره قدمتها الشركه‏,‏ لكنني حينما تاملت ذلك كله وجدت ان القيمه الحقيقيه في هذا الدرس لا تكمن فيما شاهدناه من طابعات كبيره الحجم مذهله الامكانات والاداء‏,‏ ولكن تكمن القيمه في المنهج والفكر الذي انشئت وتدار به هذه الشركه التي تضم‏335‏ شخصا فقط ويحققون دخلا سنويا قدره‏16‏ مليار ين يتعادل ما يزيد علي مليار و‏400‏ مليون دولار سنويا‏-‏ وجعلوا شركتهم لاعبا اساسيا في فئه الطابعات الكبيره رفيعه المستوي القادره علي طباعه صور تقاس مساحتها بعشرات الامتار المربعه علي وسائط طباعيه متنوعه وليس الورق فقط‏,‏ وكلاهما من المجالات شديده التخصص والتعقيد التي امتزجت فيها الحاسبات والبرمجيات مع ادوات الطباعه والتصنيع والحفر لتخرج تطبيقات وحلول مبتكره وجديده تخدم بدورها شرائح عاليه المهارات والتخصص كدور النشر وموسسات والاعلان بالطرق والاماكن المفتوحه وبعض اصحاب المهن والحرف الاخري‏,‏ ولذلك فان حديث‏(‏ الفكر‏)‏ في هذا الدرس يعلو كثيرا علي حديث‏(‏ المنتج‏),‏ حتي وان كان المنتج فريدا من نوعه‏.‏

في ضوء ذلك حاولت التركيز علي كل ما يقربنا من ملامح هذا الفكر‏,‏ خاصه في المحاضره القيمه التي القاها مشاهيرو توميوكا رئيس الشركه الذي كان في الاصل باحثا ومهندسا بارعا تعرفه الصناعه اليابانيه جيدا‏,‏ حينما صمم واشرف علي انتاج بيانو رقمي متعدد الوظائف‏,‏ ففي هذه المحاضره ذكر توميوكا ان الاماني والاحلام والابداع وتقديم الاشياء المبتكره هي‏(‏ دي ان ايه الشركه‏),‏ والدي ان ايه كما نعرف هو الحامض النووي بالخليه الحيه الذي يحمل الشفره الوراثيه المسئوله عن كل صفات ووظائف وسمات الكائن الذي يتولد او يتكون عن هذه الخليه‏,‏ وهكذا غلبت الخلفيه العلميه البحته لهذا الرجل شديد البساطه والتواضع علي حديثه وهو يتحدث عن منهج العمل بشركته وسر نجاحها‏,‏ وكيف انتقلت من شركه تعمل في الات الموسيقي الي شركه تعمل في الطابعات الرقميه العملاقه عاليه الاداء ومتعدده الاغراض‏.‏

وحينما التقيته في حوار سريع بعد المحاضره قلت له‏:‏ نعلم ان صناعه تكنولوجيا المعلومات من اكثر الصناعات التي تشهد تطورات وتحديات صعبه متجدده ومتلاحقه كما تعيش منافسه عاصفه علي كل المستويات‏,‏ وهو امر يضع صعوبات شديده عند اختيار المنهج او الطريق المناسب لبناء شركه ناجحه علي المستوي المحلي والدولي‏,‏ فما الطريق او المنهج الذي اتبعتموه وجعل الشركه تشق طريقها بهذه القوه وسط الكبار والعمالقه الراسخين بالسوق الدوليه خلال فتره قصيره؟

هنا قال توميوكا‏:‏ ما قلته عن الصعاب والمنافسه مع الاخرين صغارا وكبارا صحيح تماما‏,‏ والطريق او المنهج الذي اخترناه يقوم علي انه ليس مهما ان تكون كبيرا ولكن من المهم ان تكون متميزا ومختلفا عن الاخرين‏,‏ وليس مهما ان تقدم انتاجا بحجم كبير ولكن المهم ان تقدم انتاجا بجوده وامكانات ليس فقط عاليه ولكن فريده من نوعها‏.‏

في ضوء ذلك حددنا فلسفتنا في‏(‏ كن مبدعا تكن الافضل والقادر علي الاستمرار والنجاح‏),‏ ولكي تتجسد هذه الفلسفه واقعيا حددنا رويتنا في‏(‏ الحلم والتمني وتحويل الاحلام الي حقيقه‏),‏ وحددنا مهمتنا في‏(‏ الوصول دائما الي اكثر الحلول والتكنولوجيات ابداعا في الطباعه الرقميه وتكنولوجيا المعلومات‏).‏

توالت بعد ذلك اللقاءات والمحاضرات فتكشفت شيئا فشيئا اجزاء اخري من الدرس‏,‏ حيث صمموا منهجيه في العمل اطلقوا عليها‏(‏ الهندسه الرقميه للقيم‏)‏ وهي منهجيه تعني‏(‏ تكوين او تحسين القيمه المضافه التي يحصل عليها من يستخدم منتجات الشركه من خلال عمليه ابداعيه تستجيب دائما للتغيرات والقيم الجاريه في المجتمع‏)‏ بمعني دراسه وتفكيك بعض الظواهر والتغيرات الاجتماعيه ثم اعاده هندستها وصياغتها والتعبير عنها بطريقه رقميه‏.‏

والاسس التي تعتمد عليها هذه المنهجيه تشمل الاستجابه للتغيرات في السوق والمجتمع وتطبيق مفهوم السرعه والعمل حسب الطلب والاعتماد الكثيف علي تكنولوجيا المعلومات‏,‏ والسعي لتقديم المزيد من القيم المضافه‏,‏ والتركيز علي الجوده والتميز والكفاءه العاليه مع حجم الانتاج المنخفض‏,‏ وطبقا لما قاله توميوكا فان هذه المنهجيه تتضمن عمليه مزدوجه‏,‏ فهي تاره تستجيب لما يطلبه المجتمع وتاره تطلق العنان لخيال الباحثين والعلماء والمطورين لابداع جديد يقدم قيمه جديده‏.‏

وبالطبع لم يكن سهلا تنفيذ كل هذا الفكر عمليا‏,‏ بل تطلب الامر ان يكون لدي الشركه منظومه بحث وتطوير تضم عقولا علميه رفيعه المستوي تتسم بالخيال والابداع اللامحدود‏,‏ وتتمتع بطول النفس وعدم استعجال النجاح والصبر علي الصعاب‏,‏ وتتلقف الحلم او الفكره وتخضعها للبحث وتبدع في صياغتها في شكل منتجات وتكنولوجيات تحقق التميز والتفرد فتضمن لنفسها النجاح والانتشار والاستمرار وصد المنافسه‏.‏

ولتحقيق ذلك رات الشركه ان تضع امام كل ثلاثه من العاملين باحثا او عالما او مطورا مهمته ان يتخيل ويبدع ويحول ابداعه لشيء قابل للانتاج ثم يدفع به للمصنع‏,‏ وهذا مجسد عمليا بالفعل الان‏,‏ فاجمالي العاملين من بالشركه هو‏335‏ شخصا‏,‏ بينهم‏89‏ اكثر قليلا من الربع من الباحثين والمطورين والعلماء والمبدعين‏,‏ ويعمل هولاء وفق نظام يطلق عليه جي ان‏,‏ او الفرق البحثيه والعلميه المرنه المتغيره مع الوقت‏,‏ بمعني ان يكون هناك فرق صغيره يقودها رئيس مهندسين‏,‏ بمعدل فريق واحد لمنتج واحد جديد او تكنولوجيا واحده جديده‏,‏ ويكون الفريق مسئول عن تخطيط وتصميم وهندسه المنتج الجديد ويتميز بالمرونه والقابليه للتوسع‏.‏
لكن ماذا كانت نتيجه هذا الفكر منذ انشاء الشركه وحتي الان؟

منذ بدايه عملها عام‏1980‏ في مجال الطباعه الرقميه كبيره الحجم وحتي الان قدمت العقول المبدعه بالشركه خمسه ابداعات كانت هي الاولي من نوعها في العالم‏,‏ ففي عام‏1988‏ ابتكروا اول اله طابعه قاطعه للفينيل‏,‏ اي تطبع علي الفينيل وتقوم بقطع شريط الفينيل عقب انتهاء الصوره او الشكل المطبوع‏,‏ وفي عام‏1995‏ قدموا للعالم اول طابعه ملونه تقوم بتقطيع ورق الطباعه طبقا لطبيعه الشكل المطبوع‏(‏ دائري‏-‏ مستطيل‏-‏ بيضاوي‏-‏ غير منتظم‏)‏ وكانت تستخدم شرائط الحبر في الطباعه‏,‏ وفي عام‏1997‏ طوروا هذه الطابعه لتستخدم الاحبار العاديه وليس شرائط الحبر‏,‏ لتكون الاولي من نوعها في العالم التي تقوم بطباعه وقطع ورق الطباعه طبقا لطبيعه الشكل المطبوع‏(‏ دائري‏-‏ مستطيل‏-‏ بيضاوي‏-‏ غير منتظم‏),‏

وفي عام‏1998‏ قدموا اول طابعه في العالم تطبع صورا بدرجه وضوح وكفاءه‏1440‏ نقطه علي البوصه المربعه سته الوان بطريقه نفث الحبر من طابعات المساحات الكبيره‏,‏ وفي عام‏2005‏ ابتكروا اول طابعه في العالم تعمل بنفث الحبر وتستخدم احبارا صديقه للبيئه وغير ضاره صحيا‏,‏ ولان هذه الطابعات تعتبر من الفئه‏(‏ ثقيله المهام‏)‏ ان جاز التعبير‏,‏ فهي تحتاج الي برمجيات متعدده شديده التخصص في معالجه الصور واعدادها للطبع بالمساحات الكبيره وبالالوان المطلوبه وعلي الوسائط الطباعيه المختلفه‏,‏ من ورق وفينيل وغيرها‏,‏ وقد قامت القاعده العلميه بالشركه بذلك فعلا وطورت حزما من البرمجيات تساعد هذه الطابعات علي العمل‏,‏ وقد كان من الطبيعي ان ينعكس هذا الابداع العلمي المتواصل علي وضع الشركه بالاسواق‏,‏ فتصاعدت عائداتها تدريجيا حتي صارت حاليا حوالي‏16‏ مليار ين ياباني‏,‏ تعادل ما يزيد علي مليار و‏400‏ مليون دولار امريكي‏,‏ وهذه الارقام توكد اننا امام نموذج لا يعير التفاتا لضاله او ضخامه الحجم في العمل والعماله والانتاج والانتاجيه والمبيعات والانفاق‏,‏ بل مبني من بدايته لنهايته علي ان البحث العلمي والابداع هو‏(‏ الملك‏)‏ القادر علي فرض سيطرته علي كل التحديات والصعاب وعلي ضمان النجاح ولو بعد حين‏.‏

ليس هذا كل شيء في الدرس‏..‏ فهناك نظام الانتاج الرقمي الجديد‏(‏ ياتاي‏)‏ المعتمد علي الحاسب والبرمجيات ويعد ثوره في تكنولوجيا وسيكولوجيا الانتاج‏..‏ والي الاسبوع المقبل‏.‏


جمال محمد غيطاس

من منتج واحد يشترك فيه عشرات العمال إلي عامل واحد لمنتج واحد ياتاي ثورة في أساليب الإنتاج قوامها إنسانية العامل وقدرات الحاسب

http://ait.ahram.org.eg/Index.asp?DID=8972&CurFN=maka0.HTM

يتحقق النجاح والتميز بمجرد أن تحدد لنفسك رؤية واضحة وأهدافا طموحة وخططا وبرامج تفصيلية محكمة‏,‏ لأن ذلك كله يحتاج إلي براعة وإبداع في التنفيذ علي الأرض‏,‏ وحينما ننظر من هذه الزاوية إلي تجربة شركة رولاند اليابانية المتخصصة في إنتاج الطابعات الرقمية نجد أمامنا نموذجا للبراعة في تحويل الرؤية إلي واقع عملي‏,‏ فالشركة حددت فلسفتها ـ كما سبق القول ـ في‏(‏ كن مبدعا تكن الأفضل‏,‏ وحددت رؤيتها في الحلم والتمني وتحويل الأحلام إلي حقيقة‏),‏ وحددت مهمتها في الوصول إلي أكثر الحلول والتكنولوجيات إبداعا في الطباعة الرقمية وتكنولوجيا المعلومات‏,‏ وعند التنفيذ العملي أبدعت وابتكرت الكثير من الآليات كان في مقدمتها تكنولوجيا جديدة أطلقت عليها ياتاي‏,‏ وهي تكنولوجيا تعتبر ثورة في المفاهيم التي تقوم عليها فلسفة العمل بخطوط التجميع والإنتاج داخل المصانع‏..‏ فما هي تكنولوجيا ياتاي؟

ياتاي كلمة يابانية تطلق علي عمال المطاعم الذين يعدون نوعا من أطباق المكرونة‏,‏ ويقوم كل عامل بإعداد الطبق من الألف إلي الياء بمفرده‏,‏ بدءا من التعامل مع الدقيق وحتي تقديم الوجبة للزبون جاهزة للأكل‏,‏ وعادة لا يتم تقييم كفاءة عامل الياتاي بسرعته في الإعداد أو بعدد الأطباق التي يتعين عليه إعدادها كل يوم‏,‏ ولكن ببراعته في جعل الطبق‏(‏ مميزا وشهيا‏),‏ وعند دراسة هذه النوعية من العمال نفسيا وسلوكيا وجد أن تميز العامل ينبع بالأساس من إحساسه بأنه مسئول عن تكوين شيء بكامله‏,‏ وبأنه يري إبداعه قائما أمامه فيشعر بأنه أنجز شيئا له قيمة‏,‏ وبأن هذا الإبداع الذي يستمتع به الآخرون هو امتداد له ولملكاته وقدراته‏,‏ تماما مثل الفنان الذي يبدع لوحاته بمفرده ويشعر أن لوحاته كأبنائه وبناته‏,‏ وهذه العلاقة النفسية الحميمة الخاصة بين عامل الياتاي والطبق الذي يعده تعطيه دائما حافزا مستمرا لأن يبدع ويحقق المزيد من التجويد والتميز وهو في كامل الرضا‏,‏ وهذه العلاقة الحميمة تختلف في حالة الوجبات التي يشارك في إعدادها أكثر من فرد‏,‏ بل وتخفت تدريجيا مع زيادة العدد حتي تختفي تماما في الوجبات السريعة النمطية التي يشارك فيها عشرات الافراد في خطوات متتالية‏.‏

وحينما وضعت رولاند رؤيتها وأهدافها السابقة لاحظ هيديوكي كاكوشي مدير التشغيل أن التميز والإبداع الذي تسعي إليه الشركة لا يمكن أن يتحقق‏,‏ بينما الشركة تعتمد في عملها علي طريقة الإنتاج التي تفرض أن يكون العامل مسئولا عن جزء أو أجزاء صغيرة جدا من تصنيع أو تجميع الطابعة‏,‏ لأن هذا الأسلوب يزرع في العامل إحساسا بأنه مجرد ترس صغير في آلة إنتاج ضخمة‏,‏ ويجعله لا يري نتيجة مكتملة واضحة لما يفعله لأن كل ما يفعله ضائع وسط ما يفعله الآخرون‏.‏

هنا التقط كاكوشي فكرة عامل الياتاي ووجد فيها نقطة بداية تناسب طريقة الشركة في التفكير القائمة علي‏(‏ كن مبدعا تكن الأفضل‏),‏ فبدأ كاكوشي مع فريق الباحثين بالشركة العمل علي تحويل طريقة الياتاي إلي فلسفة ونظام للعمل بالمصنع‏,‏ فاتخذوا قرارهم بالتخلي عن خطوط الإنتاج القائمة علي الخطوات المتتالية التي يسند كل منها إلي عامل يقوم فيها بتركيب قطعة صغيرة في الطابعة أو تصنيع مكون بعينه‏,‏ وصمموا أسلوبا جديدا أطلقوا عليه الخلية الإنتاجية‏,‏ والخلية الإنتاجية يقصد بها مساحة مربعة من أرض عنبر الإنتاج يقف فيها العامل أو العاملة‏,‏ ويعمل في تجميع الطابعة من لاشيء وحتي خروجها بحالة جاهزة للزبون‏,‏ تماما مثلما يفعل‏(‏ الياتاي‏)‏ مع طبق المكرونة‏.‏

كان التحدي الأكبر أمام إلغاء مفهوم خطوط الإنتاج والانتقال لمفهوم‏(‏ الخلايا الإنتاجية‏),‏ هو إيجاد نظام يستطيع أن يزود الخلية بالأدوات والمعدات والمكونات اللازمة لبناء المنتج من الألف إلي الياء‏,‏ ويضمن خروجه بالجودة والكفاءة المطلوبة‏,‏ وهنا انهمكت منظومة البحث العلمي بالشركة في بناء هذا النظام وبعد سنوات من العمل والتجارب خرج النظام الجديد إلي الوجود حاملا اسم‏(‏ نظام ياتاي الرقمي‏),‏ ويمكننا تصور هذا النظام كبناء هرمي قاعدته وحدات متشابهة موزعة علي الخلايا الإنتاجية بالمصنع وقمته نظام مركزي للتحكم والسيطرة والمتابعة علي مستوي المصنع‏,‏ وتضم الوحدات الموزعة علي الخلايا ما يلي‏:‏

أولا‏:‏ برج دائري من الأدراج يقل ارتفاعه قليلا عن المتر ويتكون من مجموعة أدوار أو صفوف‏,‏ كل صف به عدة أدراج يتراوح عددها بين‏4‏ و‏6‏ لكل منها رقم‏,‏ ويوضع به مكون من المكونات الدقيقة المستخدمة في بناء الطابعة كالشرائح الإلكترونية والقطع البلاستيكية والمسامير‏...‏ ألخ‏,‏ والبرج ككل موضوع داخل أسطوانة بلاستيكية شفافة بها جزء مفتوح يقع في الناحية المواجهة للعامل‏,‏ ويتحرك البرج بأدراجه داخل الأسطوانة الثابتة في مكانها حركات دائرية محسوبة‏,‏ بحيث تظهر أمام الفتحة الأدراج التي يحل الدور عليها للظهور أمام العامل ليلتقط منها الأجزاء المطلوبة للإنتاج‏,‏ وجميع الأدراج والصفوف مزودة بمستشعرات إلكترونية‏,‏ علاوة علي أن البرج بالكامل مجهز للعمل عبر شبكة معلومات ويتحرك تلقائيا وفق أوامر وبرامج التشغيل‏.‏

ثانيا‏:‏ حاسب شخصي وشاشة مسطحة عالية الوضوح مثبتة علي حامل محرك في مكان يسهل علي العامل رؤيته وتعديل وضعه‏,‏ والحاسب الموجود بالوحدة محمل عليه نظام معلومات ـ حزمة برمجيات ـ طوره باحثو الشركة لإدارة عملية الإنتاج بالخلية خطوة خطوة‏,‏ فيبدأ بالتعرف علي العامل وبياناته الشخصية من خلال اسم المستخدم وكلمة المرور الممنوحة له من قبل إدارة المصنع‏,‏ ثم يظهر تعليمات التشغيل ويتابع خطوات العامل التنفيذية وينبهه إلي أي خطأ يقوم به وكيفية إصلاحه والرجوع عنه‏,‏ كما يراقب النظام حالة كل درج من أدراج البرج ويعطي أوامر للبرج كي يتحرك حركات محسوبة بدقة طبقا لأوامر التشغيل وطبيعة المنتج الجاري تجميعه‏,‏ بحيث يضع أمام العامل فقط الأدراج المطلوب أن يلتقط منها المكون أو الجزء الذي حل عليه الدور في التركيب بينما باقي الأدراج تكون خارج فتحة الالتقاط‏.‏

ثالثا‏:‏ مجموعة أدوات للفك والتركيب والتجميع ـ كالمفكات والمفاتيح‏..‏ إلخ ـ جميعها مزودة بشرائح ومستشعرات ومربوطة لاسلكيا بنظام معلومات التحكم والسيطرة بالوحدة‏,‏ وكذلك قادرة علي التعرف علي جميع المكونات المستخدمة في بناء الطابعة ـ من المسمار إلي أكبر جزء ـ بحيث تنقل لنظام التحكم بالوحدة متي وأين وكيف تم وضع المكون أو الجزء داخل الطباعة‏,‏ فيقوم النظام بمراجعة أوامر وتعليمات التشغيل‏,‏ ويعطي للعامل إشارة بأن الخطوة تمت بشكل سليم أم فيها خطأ يتعين تلافيه‏,‏ ويصل الأمر إلي حد مراقبة ومتابعة تركيب كل مسمار علي حدة‏.‏

رابعا‏:‏ أماكن مخصصة لاستقبال مكونات الطابعة المختلفة كالأجزاء المعدنية ونظام التحبير وخلافه‏,‏ والوحدة بمكوناتها الأربع والخلية الإنتاجية ككل مربوطة بشبكة معلومات المصنع التي تتيح لقسم المتابعة والتحكم أن يراقب ويتابع التفاصيل الكاملة لما يجري بكل خلية إنتاجية علي حدة‏,‏ حتي توقيتات وطريقة ربط المسامير داخل الطابعات‏.‏

وبفضل هذا النظام أصبح كل عامل بالمصنع مسئولا عن تجميع وتصنيع منتج كامل من الألف للياء حتي بالنسبة للطابعات الضخمة التي يصل عدد القطع والمكونات المستخدمة فيها إلي‏3000‏ قطعة وتستغرق‏20‏ ساعة في التجميع‏,‏ فكلها يتم تجميعها وإنتاجها بواسطة عاملة واحدة‏,‏ وهكذا تحقق عمليا منهج‏(‏ الياتاي‏)‏ وأصبحت الطابعة مثل طبق المكرونة كلاهما يصنعه عامل واحد من الألف إلي الياء‏.‏

وخلال وجودي بمقر الشركة بمدينة همماتسو اليابانية نظمت الشركة جولة لفريق الصحفيين العالمي داخل المصنع‏,‏ وكان مسئولو الشركة فخورين للغاية وهم يعرضون هذا النظام الفريد من نوعه عالميا علي الصحفيين لأول مرة‏,‏ وفي المصنع بدا عنبر الإنتاج مختلفا كلية عما يمكن توقعه داخل خطوط الإنتاج المتعارف عليها‏,‏ فالخلايا الإنتاجية تحتل مساحات أقرب إلي المربعات داخل العنبر وتتراوح المساحة حسب المنتج الجاري بناؤه وتصنيعه‏,‏ وكل عاملة منهمكة في عملية التصنيع بشكل مستقل عما حولها وتتابع عملها‏,‏ بينما شاشة الحاسب تراقب وتعدل وتعطي الضوء الأخضر للانتقال للخطوة التالية‏,‏ والبعض لا يزال يبدأ والبعض الآخر علي وشك الانتهاء فيما فريق ثالث في منتصف عملية البناء‏.‏

وخلال الجولة أكد مسئولو الشركة أن العامل داخل المصنع غير مطالب بتوقيت محدد لإنهاء المنتج ولكنه يقوم بتجميع وإعداد المنتج بالكامل عبر قدرته وحالته البدنية‏,‏ ويتم التقييم بواسطة نظام المعلومات الذي يراقب ويقيس ويعتمد علي التركيز والانتباه والتذكر لدي العامل ويعمل علي تلافي نقاط الضعف الإنسانية لديه‏,‏ ويدعم نقاط القوة‏,‏ ولا يوجد مفتشون أو مراقبون للجودة يتابعونه ويلاحقونه‏,‏ بل يقوم هو بنفسه بهذه المهمة استنادا إلي نظام التفتيش الرقمي عالي المستوي والدقة الموجود داخل نظام معلومات التحكم‏,‏ وتقر إدارة رولاند بأن هناك فروقا طبيعية بين العاملين‏,‏ ولذلك تقبل بفكرة الحوافز والحماس الموجودة لدي العامل‏,‏ حتي لو كانت الإنتاجية تتحسن شهرا بعد آخر‏,‏ وتؤكد أنه إذا كان المناخ في المصنع ممتعا والعامل يشعر بالرضا فإنه سيقدم أفضل ما لديه‏,‏ لذلك تعمل وفق قاعدة رضا العميل من رضا العامل‏),‏ أي أن المنتجات التي يمكن أن ترضي الزبائن هي المنتجات التي يتم إنتاجها في مصنع يتمتع فيه العمال بالرضا‏,‏ وهكذا خرج نظام ياتاي الرقمي للوجود معلنا عن ثورة جديدة في أساليب الإنتاج والتصنيع‏,‏ ثورة قوامها قدرات الحاسب وإنسانية العامل‏.‏


جمال محمد غيطاس
ghietas@ahram0505.net

Content Repository 2.0 spec in Early Review

Posted by: Joseph Ottinger on September 11, 2006 DIGG
Last week, the Content Repository for Java Technology 2.0 (JSR 283) had its early draft review released. Most changes seem centered on clarification of how XPath works within JCR, as well as some clarification on references.

JCR 1.0 now has a number of implementations: Jackrabbit, CRX (from Day Software, the sponsors of the spec), Alfresco, Magnolia, and a number of other projects all comply with JSR-170. What have your experiences been with the topic of content management, and with JCR in particular?

What do you expect to see out of JCR 2.0?


more...

Tuesday, September 05, 2006

Make the Right Decision with Side-by-Side Comparison of Spring and EJB 3.0

Are you trying to choose between Spring and EJB 3.0? If you are you know what a hard decision it can be. Explore the similarities and differences between two of the most popular Java technologies today and learn key distinctions in making a technological decision between the two. 
oftware development professionals today are faced with a bewildering array of technology choices. It is not always easy to decide which technologies are most appropriate to employ in solving any particular business problem. In the area of enterprise Java development, there has recently been quite a bit of debate regarding the Spring framework and the Enterprise Java Bean 3.0 specification. It can be hard to find clear and honest advice through the cacophony of opinion.

Still, the question of the relative strengths and weaknesses of each is a question I encounter frequently in my consulting work. But while there is plenty of information on Spring and EJB 3.0 individually, there is very little objective information that compares the two. This article will examine both technologies in relationship to one another with the goal of helping you understand the similarities and differences between them.

Spring and EJB are not the same thing. Most importantly, Spring is an implementation while EJB 3.0 is a specification. But they do have some areas of overlap, for example both provide a mechanism to deliver middleware services to Java applications. Spring was developed as a reaction against EJB and this makes comparison between the two natural. Particularly now that a new version of EJB is available, it is a good time to reevaluate how well EJB 3.0 has addressed the shortcomings of previous versions. And, to the extent that is has done so successfully, what does Spring continue to offer above and beyond EJB?


This article is the first in a two-part series; each article will look at different characteristics of Spring and EJB 3. The characteristics I chose are ones that are particularly meaningful within the context of enterprise application development. I will explore each characteristic using a flight booking example application, which has a rich domain model and illustrates well enterprise challenges such as concurrency, conversations, transactionality, messaging, and scheduling. I've also used unit tests to determine whether Spring and EJB 3.0 offer comparable functionality.



more...




--
. . h.o.s.a.m.r.e.d  . .
Unleashed Innovation
--
http://hosamred.blogspot.com