Monday, May 14, 2007

اوضاع مصر في تقارير الاتحاد الدولي للاتصالات

تدل خبره السنوات الست الماضيه علي ان قطاع الاتصالات كان سابقا علي قطاع تكنولوجيا المعلومات في جدول اولويات وزاره الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات‏,‏ بل يمكنني القول ان الوزاره لا تزال حتي الان توجه قوتها الضاربه نحوه وتخصص له القسم الاكبر من ثقلها ومجهودها ووقتها باعتباره من وجهه نظرها القطاع الاكثر جذبا للاستثمار والاكثر تحقيقا للعوائد المباشره للخزانه العامه‏,‏ وما دامت الاهميه النسبيه للقطاعين بالوزاره تميل لقطاع الاتصالات فان السوال الذي يفرض نفسه هنا هو‏:‏ كيف تبدو صوره هذا القطاع في عيون العالم وفي التقارير الدوليه المعنيه بالاتصالات‏,‏ خاصه ان الحديث عن تراجع مكانه مصر بالتقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لم يهدا بعد؟

ومبرر هذا السوال كما ذكرت اكثر من مره خلال الاسابيع الماضيه ان هذه التقارير تعد عاملا موثرا في صناعه الصوره الذهنيه عالميا لصناعه الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمصر‏,‏ ومن ثم توثر علي قرارات الاستثمار والقدره علي التصدير وغير ذلك من القضايا فائقه الحيويه‏.‏

وفي تصوري انه عند تقصي اوضاع قطاع الاتصالات المصري كما يراها العالم‏,‏ يكون من الافضل ان ناخذ تقارير الاتحاد الدولي للاتصالات كشاهد او نموذج وذلك لاعتبارين‏:‏ الاول انها تقارير تتخذ من قطاع الاتصالات محورا رئيسيا وربما وحيدا لها ومن ثم تتناوله بالكثير من العمق والتفصيل‏,‏ والثاني ان البيانات الخام الوارده بها كثيرا ما تستخدمها التقارير الدوليه الاخري ومنها تقرير منتدي دافوس في بناء العديد من الموشرات والمواقف عند تقييمها لاوضاع التنميه المعلوماتيه ككل بالبلدان المختلفه‏.‏

وبدورها تحتوي تقارير الاتحاد الدولي للاتصالات علي عشرات من الموشرات والمتغيرات الفرعيه التي تتجمع في النهايه في اربعه موشرات رئيسيه‏,‏ الاول يقيس معدل او كثافه انتشار الخطوط التليفونيه علي اختلاف انواعها داخل كل دوله في ضوء الموشرات العامه لهذه الدوله والمتمثله في عدد السكان والناتج القومي الاجمالي‏,‏ والثاني يختص برصد الخطوط التليفونيه الارضيه العامه‏,‏ والثالث يرصد معدلات انتشار خطوط التليفون المحمول‏,‏ والرابع يتناول اوضاع تكنولوجيا المعلومات ذات العلاقه المباشره بقطاع الاتصالات ومنها معدلات انتشار الانترنت والحاسبات الشخصيه وعدد الحاسبات المضيفه المتصله مباشره بالانترنت‏.‏

ويتم ترتيب دول العالم البالغه‏209‏ بكل موشر طبقا لمعيارين الاول عدد الخطوط التليفونيه والمشتركين بها واجهزه الحاسبات كمعيار كمي منفرد‏,‏ والثاني عدد الخطوط والاجهزه المتاحه قياسا الي كل مائه مواطن من السكان كمعيار نوعي‏,‏ ونظرا لاعتبارات المساحه ساحاول تقديم استعراض سريع لاوضاع مصر في هذه الموشرات الاربعه كما وردت بتقارير الاتحاد الصادره خلال ست سنوات تغطي الفتره من‏2000‏ الي‏2005.‏

موشر الكثافه التليفونيه
تكشف تقارير الاتحاد عن ان مصر كان لديها سته ملايين و‏843.5‏ خط تليفوني في عام‏2000‏ وذلك بواقع‏10.78‏ خط لكل مائه من السكان مما جعل مصر تحتل المرتبه‏133‏ علي مستوي العالم من حيث كثافه انتشار الخدمه التليفونيه‏,‏ وفي ذلك العام كانت الدول الخمس التي تسبق مصر في الترتيب هي بيرو وليبيا وتونس وناميبيا والخمس التي تليها في الترتيب هي سوريا وتونجا وميقرينيزيا وجزر مارشال وتركمانستان‏,‏ وعقب ذلك اخذت هذه المعدلات في الارتفاع المتواصل حتي وصل عدد الخطوط التليفونيه في مصر الي‏24‏ مليونا و‏25.8‏ الف خط عام‏2005,‏ بمعدل‏32.45‏ خط لكل مائه من السكان‏,‏ وقد ترتب علي ذلك ان تحسن وضع مصر داخل الترتيب العام ليصبح في المرتبه‏118‏ بمعدل تقدم بلغ‏15‏ نقطه عن عام‏2000,‏ واصبحت الدول الخمس التي تسبق مصر هي فيجي وباراجوي وكازخستان وجوروجيا وبوليفيا‏,‏ والدول الخمس التي تليها هي كيب فيردي وناميبيا وسوريا وفيتنام وبيرو‏,‏ ويلاحظ انه كان هناك تقدم في جميع السنوات عدا عامي‏2002‏ و‏2003‏ الذي ثبت فيهما مركز مصر عند المرتبه‏128.‏

التليفونات العامه
يعكس الموشر الخاص بالتليفونات العامه الثابته قدرا ملحوظا من الهدوء والتحسن المتواصل وان كان بطيئا‏,‏ ففي سنه‏2000‏ كان لدي مصر خمسه ملايين و‏483.6‏ الف خط في شبكه التليفونات العامه‏,‏ وكان معدل النمو السنوي المركب يصل الي‏15.1%‏ سنويا‏,‏ ونسبه عدد الخطوط لكل مائه شخص يصل الي‏8.64‏ خط‏,‏ وهي اوضاع جعلت مصر تحتل المرتبه رقم‏125‏ بهذا الموشر‏,‏ وكانت الدول الخمس السابقه عليها هي الكاميرون والكونغو والكونغو الديمقراطيه وساحل العاج وجيبوتي والدول الخمس التاليه لها هي غينيا الاستوائيه واريتريا واثيوبيا والجابون وجامبيا‏.‏
وفي السنوات التاليه حافظت مصر علي حاله من التحسن والتطوير لاوضاعها وان كانت جهودها اتسمت كما سبق القول بالهدوء والتواصل والخلو من اي قفزات للامام او للخلف‏,‏ وبحلول عام‏2005‏ كانت مصر قد رفعت عدد الخطوط التليفونيه بالشبكه العامه الي‏10‏ ملايين و‏396.6‏ الف خط ووصل معدل النمو السنوي في هذا العام الي‏13.6%,‏ وبلغ عدد الخطوط لكل مائه شخص‏8.64‏ خط‏,‏ الامر الذي جعل ترتيب مصر في القائمه العامه يتقدم لتصبح في المركز‏98,‏ وتصبح الدول الخمس السابقه عليها هي سوريا وجورجيا وكيب فيردي وغينيا والسلفادور‏,‏ والدول الخمس التاليه لها هي تونجا وبنما وليبيا وفنزويلا وفيجي‏.‏

التليفونات المحموله
من اللافت للنظر ان مركز مصر عالميا من حيث كثافه انتشار التليفون المحمول اتخذ مسارا مختلفا‏,‏ ففي عام‏2000‏ كان عدد مشتركي المحمول مليونا و‏359.9‏ الف شخص بمعدل‏2.14‏ خط لكل مائه شخص وهو ما جعل مصر تحتل المرتبه رقم‏131‏ عالميا من حيث كثافه انتشار خطوط المحمول‏,‏ وكانت الدول الخمس التي تسبق مصر هي البوسنه والهرسك والكونغو وزيمباروي وسري لانكا وروسيا والدول الخمس التاليه لها هي جرينلاند واندونيسيا ونيكاراجوا والدومينيكان واوكرانيا‏,‏ لكن في المقابل احتلت مصر المرتبه السادسه علي العالم في ذلك العام من حيث معدل النمو السنوي المركب‏,‏ وفي العام التالي ارتفع عدد المشتركين الي مليونين و‏793.8‏ الف‏,‏ وارتفع عدد الخطوط بالنسبه لكل مائه شخص الي‏4.33‏ خط‏,‏ كما قفز ترتيب مصر من حيث معدل النمو السنوي المركب الي المركز الثاني بدلا من السادس‏.‏
لكن مع كل هذا النمو لم يتحسن وضع مصر في الترتيب العام الا بدرجه واحده فقط حيث جاء ترتيبها في المركز‏130,‏ وفي السنوات التاليه قفزت اعداد المشتركين وكذلك نسبه عدد الخطوط لكل مائه شخص‏,‏ بيد ان معدل النمو السنوي المركب تراجع بشده لتصبح مصر في المركز ال‏21‏ عام‏2002‏ ثم في المركز‏64‏ عام‏2005,‏ وعلي الرغم من ان عدد المشتركين ارتفع عام‏2005‏ الي‏13‏ مليونا و‏629.9‏ الف مشترك‏,‏ فقد تراجع ترتيب مصر في القائمه العامه لتحتل المركز‏136,‏ واصبحت الدول الخمس السابقه عليها بالقائمه هي منغوليا وبيرو وسوازيلاند وغينينا الاستوائيه ونيكاراجوا‏,‏ والدول التي تليها هندوراس وكيب فيردي وجامبيا وسري لانكا وسوريا‏.‏

موشر تكنولوجيا المعلومات
يتضمن هذا الموشر ثلاثه موشرات فرعيه الاول خاص بالحاسبات المضيفه المتصله بالانترنت اي الحاسبات التي يوضع عليها محتوي مواقع الانترنت المصريه والثاني خاص بمستخدمي الانترنت والثالث بمعدل انتشار الحاسبات الشخصيه‏,‏ وبالنسبه للحاسبات المضيفه تشير التقارير الي ان عدد الحاسبات المضيفه في عام‏2000‏ كان‏2.24‏ حاسب وهو رقم جعل مصر تحتل المرتبه‏171‏ عالميا وفقا للعدد الكمي للاجهزه‏,‏ وكان عدد هذه الحاسبات بالنسبه لكل عشره الاف شخص هو‏0.35‏ جهاز‏,‏ ووفقا لهذا المعدل المقترن بعدد السكان احتلت مصر المرتبه‏158‏ عالميا‏,‏ وبعد عام‏2000‏ اخذ عدد الحاسبات المضيفه في التزايد حتي بلغ‏3.499‏ في عام‏2005,‏ ومع ذلك فان ترتيب مصر في القائمه لم يتحسن بل تراجع للوراء حيث خسرت مصر نقطتين واصبحت تحتل المرتبه رقم‏173,‏ ومن ناحيه اخري سجل عدد الحاسبات المضيفه بالنسبه لكل عشره الاف شخص ارتفاعا طفيفا واصبح‏0.5‏ عام‏2005,‏ ومره اخري تراجع ترتيب مصر في هذا الموشر وخسرت سبع نقاط عن عام‏2000‏ ليصبح مركزها بالقائمه‏165.‏

وبالنسبه لمستخدمي الانترنت كان عدد المستخدمين‏450‏ الف مستخدم عام‏2000‏ وترتيب مصر في المركز‏51,‏ كما كان عدد المستخدمين بالنسبه لكل مائه شخص‏0.71‏ وترتيب مصر وفقا لهذا المعدل‏190,‏ وقد حدث تقدم علي المسارين خلال السنوات التاليه‏,‏ ففي عام‏2005‏ كان عدد المستخدمين قد بلغ خمسه ملايين مستخدم وتقدم ترتيب مصر في هذا الموشر ليصبح في المرتبه‏29‏ علي العالم‏,‏ اما في موشر عدد المستخدمين بالنسبه لكل مائه شخص فارتفع ليصبح‏6.75‏ شخص واحرزت مصر تقدما بلغ‏72‏ نقطه في هذا الموشر مقارنه بعام‏2000‏ واحتلت المرتبه رقم‏118‏ علي العالم‏.‏

وبالنسبه لمعدل انتشار الحاسبات الشخصيه كان ترتيب مصر بالقائمه عام‏2000‏ في المركز‏140‏ وعلي الرغم من ازدياد اعداد الحاسبات الموجوده بالبلاد من حوالي‏800‏ الف عام‏2000‏ الي حوالي‏2.7‏ مليون عام‏2005‏ فان مركز مصر في هذا الموشر تراجع للوراء‏11‏ نقطه لتصبح مصر في المرتبه عام‏2005,‏ ومن ناحيه اخري ارتفع عدد الحاسبات بالنسبه لكل مائه شخص من‏1.26‏ حاسب عام‏200‏ الي‏3.65‏ حاسب عام‏2005‏ ومع ذلك ثبت مركز مصر داخل القائمه وظلت تحتل المرتبه رقم‏112.‏
ما الذي تحمله هذه الارقام من نتائج ودلالات‏...‏ الي الاسبوع المقبل‏.‏


جمال محمد غيطاس
ghietas@ahram0505.net

No comments: