Tuesday, January 25, 2005

تقييم وتحديث دور إدارة الجمعيات الأهلية لدعم وتنمية المشروعات الصغيرة

كلية التجارة وإدارة الأعمال
قسم إدارة الأعمال
تقييم وتحديث دور إدارة الجمعيات الأهلية
لدعم وتنمية المشروعات الصغيرة

Evaluating & Modernizing The
Management’s Role of Non- Governmental
Organizations "NGO'S" in Supporting
& Developing Small Enterprises
بحث مقدم للحصول علي درجة الماجستير في إدارة الأعمـال
إعداد
الباحثة/ هداية الله احمد طموم
تحت إشراف

2004

الفصل الأول
الجمعيات الأهلية


ويشمل هذا الفصل:
المبحث الأول : تعريف وسمات الجمعيات الأهلية.
المبحث الثانى : أهمية ودور الجمعيات الأهلية فى مصر .


المبحث الأول
تعريف وسمات الجمعيات الأهلية
تعد الجمعيات الأهلية التطوعية من أهم صور المنظمات الاجتماعية المعاصرة التى انبثق عنها الفكر الإنسانى المتقدم تعبيراً عن القيم الإنسانية النبيلة كالتكافل والتساند والمشاركة الإيجابية للتخفيف من المعاناة فى مواجهة المشكلات ورفع مستوى معيشة الإنسان والوصول به إلى حياة أفضل.
أولاً: تعريف الجمعيات الأهلية:
وتعانى تعريفات مصطلح Ngo's من التعدد الواضح فى التصنيفات والتشتت فى المعايير وكثرة الأسس التى يقوم عليها التعريف والتى تتراوح ما بين الهيكل والوظيفة.
وفيما يلى بعض التعريفات:
• المنظمات غير الحكومية هى منظمات خاصة تطوعية (Pvo's) تم تأسيسها للمساهمة فى تنمية المجتمع. وهذه المنظمات فى الأغلب غير هادفة للربح وعملها خيرى بعيداً عن الاعتبارات السياسية ولكونها ذات توجه تنموى فإن أعمالها تقوم على أهداف محددة تمثل احتياجات مؤسسيها( ).
• المنظمات غير الحكومية عبارة عن مجموعات أو مؤسسات تعمل بشكل مستقل عن الحكومة سواء أكان بشكل كامل أو شبه كامل، وتتسم أعمالها بالأساس بالإنسانية والتعاونية أكثر من تميزها بسيادة القيم التجارية.
• عرف البنك الدولى المنظمات غير الحكومية "Ngo's" بأنها: منظمات خاصة تقوم بأنشطة لدفع المعاناة، والدفاع عن مصالح الفقراء وحماية البيئة وتحقيق تنمية المجتمع( ).
• تعريف الأمم المتحدة: "المنظمات غير الحكومية"مجموعات طوعية لا تستهدف الربح ينظمها مواطنون على أساس محلى أو قطرى أو دولى. ويتمحور عملها حول مهام معينة يقودها أشخاص ذو اهتمامات مشتركة وهى تؤدى طائفة متنوعة من الخدمات والوظائف الإنسانية وتطلع الحكومات على شواغل المواطنين وترصيد السياسات وتشجيع المشاركة السياسية على المستوى المجتمعى.( )
• مفهوم المنظمات غير الحكومية Ngo's يشمل مجموعات مختلفة ومؤسسات مستقلة جزئيا أو كلياً عن الحكومة وتتسم مبدئياً بالإنسانية والتعاونية بعيداً عن الأهداف التجارية ومصطلح NGO'S" يمكننا أن نعتبره ذو طبيعة خاصة: حيث يمكننا إدراك مفهومه من خلال تحديد الحالات التي لا تندرج تحته( ).
وتضيف الباحثة أن عالم الإدارة المعروف بيتر ف. دراكر قد تناول الجمعية الأهلية ضمن مؤسسات القطاع الثالث ووصفها بأنها مؤسسة تغيير السلوك الإنسانى.( )
والباحثة تقدر هذا التعريف وتعتبره معبراً عن حقيقة لمستها هى بنفسها من خلال هذه الدراسة، حيث لاحظت أن العاملين أو المتعاملين مع الجمعيات الأهلية الداعمة للمشروعات الصغيرة اكتسبوا صفات سلوكية إيجابية هى التفكير الابتكارى، التخطيط، تقدير وإدارة الوقت.
وفى ضوء استعراضنا للمفاهيم المختلفة للـ Ngo’s لا يمكننا أن نغفل التعريف القانونى لتلك المنظمات وهو
"كل جماعة ذات تنظيم مستمر لمدة معينة أو غير معينة تتألف من أشخاص طبيعيين أو أشخاص اعتبارية أو منهما معاً لا يقل عددهم في جميع الأحوال عن عشرة وذلك لغرض غير الحصول على ربح مادى"( ).
ويجدر الإشارة إلى أن غالبية المصطلحات السابقة غير شائعة الاستخدام- وهى كلها تعبر عن مفهوم واحد، وفى غالبية الأحوال يتم التعبير عن هذا القطاع بمصطلح "القطاع الأهلى" ( ).
ثانياً: سمات الجمعيات الأهلية:
تتسم الجمعيات الأهلية بالسمات والخصائص التالية:
(1) لها هيكل رسمى، والعنصر المهم هنا هو اتسام الجمعية بالدوام إلى حد كبير. فوجود جماعة غير رسمية ولظروف طارئة أو مؤقتة لا تعتبر جزء من القطاع الأهلى فى ضوء هذه السمة، بغض النظر عما تقدمه تلك الجماعة من مساهمات للمجتمع.
(2) غير حكومية بمعنى أنه لا يجب أن تكون لها علاقة هيكلية مؤسسية بالحكومة وإن كان بإمكانها الحصول على مساعدات مالية أو فنية من الحكومة.
(3) غير هادفة للربح، ويمكن للجمعية أن تحقق ربح خلال العام، ولكن هذا الربح لا يوزع على مجلس الإدارة وإنما يستخدم فى دعم نشاط الجمعية.
(4) ذاتية الحكم، أى أن الجمعية تحكم نفسها بنفسها عن طريق وجود إجراءات داخلية وليس عن طريق كيانات خارجية.
(5) تطوعية، بحيث تشتمل على درجة من التطوعية فى أنشطة وإدارة المنظمة. وهذا لا يعنى أن كل أو معظم الموارد المقدمة للجمعية يجب أن تكون من خلال إسهامات تطوعية أو أن معظم القائمين عليها يكونوا من المتطوعين.
(6) غير دينية، والمقصود هنا عدم تورط الجمعية فى الدعوة إلى أو تعليم ديانة ما.
(7) غير سياسية، بمعنى أن لا يكون لها تحالفات مع الأحزاب السياسية رغم ما قد يكون لها من مواقف بشأن بعض القضايا السياسية( ).
• ولنا أن نلاحظ فى ضوء ما استعرضناه من سمات وخصائص أنه على عكس الحال مع تعريفات الجمعيات الأهلية المتعددة والمختلفة، يتضح لنا أن سمات هذه الجمعيات تتفق فى أغلب الأحيان ومعظمها.
علاوة على ذلك، وفى ضوء العرض لسمات وخصائص الجمعيات الأهلية، يتضح لنا أن هنالك منظور أوسع يمكننا تناول الخصائص من زاويته ألا وهو "البعد الإستراتيجى" وعليه يمكن بلورة أهم خصائص وسمات الجمعيات الأهلية والتى تنعكس بشكل مباشر على إعداد التخطيط الإستراتيجى لهذه المنظمات كما يلى:
أ - أن إحداث التمكين (بناء قدرات الأعضاء والمجموعات المستهدفة، ودعمها، وتنميتها) هو غاية وليس وسيلة. فالتمكين فى الجمعيات الأهلية هو محور وغاية وهدف ورؤية ورسالة ذات بعد استراتيجى حاكم فى المنظمات غير الحكومية.
ب- أنها منظمات غير هادفة للربح، وحتى لو استهدفت الربح، فإن الربح وسيلة مرحلية يكون عائده موجها نحو تدعيم التمكين للمجموعات المستهدفة.
ج- أنها منظمات قائمة على العمل التطوعي وحرية الانضمام ويشكل فيها العمل التطوعى نصيب ملموس إن لم يكن فى أغلب المنظمات فعلى الأقل يكون هو السمة الأساسية فى العديد من الجمعيات الأهلية. وأن هذا العمل التطوعى يسير بالتوازى مع أولئك العاملين فى الجمعيات وفق علاقة رسمية وقانونية يحكمها عقد العمل.
ومن هنا يصبح جزء من قوة العمل يحكمها فقط مدى الانتماء والالتزام نحو الجمعية (المتطوعون) وجزء آخر يحكمه القانون (العاملون التنفيذيون) وجزء ثالث من المتطوعين الذين يتولون مناصب إدارية فى الجمعية أعضاء مجلس الإدارة) يحكمهم الالتزام والانتماء والقانون.
د - أن هذه المنظمات فى أغلب أحوالها مقيدة بحدود نشاط معين، ونطاق جغرافى لا تتجاوزه، فهى حرة فى حدود قيود معينة توضع منذ بداية تكوينها فى نظامها الأساسى.
هـ- أنها تعمل غالباً فى إطار نظم إدارية مبسطة تتناسب وحجم نشاط محدود وهو أمر قد يعوق فى الكثير من الأحوال توسعها ونموها مما يتطلب تغيير جذرى فى هذه النظم.
و - أن تصميم المنظمة غير الحكومية قائم على أساس قيامها بالدفاع عن مصالح جماعات معنية وحمايتها وتمكينها من اجل حياة أفضل وهو أيضاً قد لا يتوفر فى النوعيات الأخرى من المنظمات.
ز- دور هذه المنظمات اللاحق لإحداث التوازن الهيكلى فى المجتمع والذى ينتج عن حدوث تغيرات فى هيكل الاقتصاد، لتلاحق تأثير هذه التغيرات على مجموعاتها المستهدفة وأعضائها وهو دور لا يقع على عائق المنظمات الأخرى.
ح- أن نمط التنافس فى العلاقات بين المنظمات غير الحكومية التى تعمل فى نشاط نوعى واحد غير قائم ولا يجب أن يقوم فالأساس هو التعاون والتفاعل الإيجابى بينهم.
ط- تخضع هذه المنظمات لنمط التنظيم العضوى القائم على روح الفريق والمسئولية الجماعية.
ى- تعدد مصادر تمويل هذه المنظمات وعدم ثباتها واستقرارها يجعل من مشكلة تعظيم مصادر التمويل لها محور ذات بعد استراتيجى فى حركتها( ).

No comments: