Tuesday, May 27, 2008

DWR Like framework for PHP

A dwr like framework for php.

this framework make it easy to make Ajax call to server method on RPC style

http://phpolait.sourceforge.net/doc/index.html

Thursday, May 22, 2008

Scalability Principles

Posted by Floyd Marinescu on May 21, 2008 01:06 PM
At the simplest level, scalability is about doing more of something. This could be responding to more user requests, executing more work or handling more data. While designing software has its complexities, making that software capable of doing lots of work presents its own set of problems. In this article, Simon Brown presents some principles and guidelines for building scalable software systems.

Read Scalability Principles, by Simon Brown

The principles covered in the article include:
  1. Decrease processing time
  2. Partition
  3. Scalability is about concurrency
  4. Requirements must be known
  5. Test continuously
  6. Architect up front
  7. Look at the bigger picture
more...

Monday, May 19, 2008

اله التكنولوجيا واله القمع وجها لوجه‏..‏ ما هي النتيجه؟

بطول التاريخ وعرضه‏..‏ كان هناك دائما تصادم مختلف الحده والعنف بين دعاه الحريه والديمقراطيه من جهه واله الاستبداد والقمع لدي نظم الحكم القائمه من جهه اخري‏,‏ لان وجود كل طرف منهما يتعزز ويتسع علي حساب الاخر‏,‏ فكلما سادت الديقراطيه تضاءل نفوذ ونطاق اله القمع والاستبداد والعكس‏,‏ وجريا علي ذلك فانه بعدما اتسع تاثير ثوره تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ووصل الي حلبه السياسه والحكم وبرزت ظاهره‏'‏ الديمقراطيه الرقميه‏'‏ كان لابد ان تتلاقي اله القمع وجها لوجه مع اله التكنولوجيا ثم تتصادمان‏,‏ لان اله التكنولوجيا جعلت الناس تمارس الديمقراطيه بوسائل جديده لم تعتدها اله القمع وخارج سيطرتها وقبضتها التقليديه‏,‏ والمتابع للصدامات الجاريه بين هاتين الالتين يلحظ بسهوله ان نتائجها تتنوع وتختلف من نظام سياسي لاخر ومن دوله لاخري ومن وقت لاخر ومن قضيه لاخري‏,‏ تماما كما كان الحال في الماضي حينما كانت نتائج الصدام بين الديمقراطيه التقليديه مع اله القمع تختلف وتتنوع من نظام سياسي لاخر ومن دوله لاخري‏.‏

اذا كان لكل مجتمع خصوصيته وتفرده في حراكه السياسي والاجتماعي الناجم عن التفاعل مع منجزات ثوره الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فان ابرز ما يميز حاله المجتمعات العربيه في هذا الصدد ان هناك جوله من الصراع المكشوف بين اله التكنولوجيا الغازيه التي تعصف بهذه المجتمعات غير المهياه بما يكفي لاستيعابها وهضمها وتوظيفها‏,‏ واله القمع المتجذره فيها ولا تطيق ما تحمله اله التكنولوجيا من امكانات جديده في حريه التعبير وممارسه الديمقراطيه‏.‏

وحينما نقترب من المشهد الحاصل علي الساحه نجد ان المجتمعات العربيه منقسمه الي ثلاث شرائح اجتماعيه‏:‏

الاولي هي الاكبر عددا والاكثر انتشارا‏,‏ وتضم عشرات وربما مئات الملايين من البشر الذين يئنون تحت وطاه الفجوه الرقميه بما فيها من تضاول وقصور في معدلات انتشار وتملك الحاسبات والانترنت والتليفونات والمحتوي المحلي علي الانترنت وتدهور التعليم وانتشار الاميه وافتقار مهارات التعامل مع التكنولوجيا عموما‏,‏ حتي ان الكثير منهم لم يجر حتي الان مكالمه تليفونيه واحده في حياته‏,‏ مما يجعلهم خارج القضيه اصلا‏.‏

والثانيه شريحه قويه ونافذه لكنها لاهيه ولا يعنيها من ثوره المعلومات سوي استهلاك منجزاتها بنهم‏,‏ ومن ثم فهي تعب من منتجات هذه الثوره وخدماتها باقصي ما تستطيع لاشباع رغبات لا علاقه لها بحراك اجتماعي سياسي رشيد يقود لمزيد من التنميه والنضج المجتمعي‏,‏ بل تغرق حتي الثماله في سلوكيات وممارسات استهلاكيه سطحيه منفلته اجتماعيا واخلاقيا احيانا‏.‏

والثالثه شريحه لا تزال اضيق نطاقا من الاولي والثانيه‏,‏ لكنها تتسم بروح المبادره والابداع والوعي بطبيعه وحدود تاثير هذه الثوره وما تنجزه من تغييرات عميقه تتغلغل في جسد المجتمعات الحديثه‏,‏ كما تتسم بالجراه في ممارسه حقها الطبيعي في توظيف هذه الثوره ومنجزاتها توظيفا سياسيا وديمقراطيا حتي وان ادي الامر لتضحيات مريره في كثير من الاحيان‏,‏ تبدا بالحرمان من التعبير عن الراي وقد تنتهي بالسجن والتعذيب‏,‏ ويمكننا القول ان هذه الشريحه هي بيت القصيد‏,‏ لكونها الطرف الذي يحاول الامساك باله التكنولوجيا ليصارع بها اله القمع‏.‏

لقد تلقفت هذه الشريحه من المجتمع العربي مزايا الانترنت كوسيله لممارسه الحريات وانتزاع حق التعبير عن الراي‏,‏ فشهدت السنوات الاخيره ما يشبه الانفجار في ساحات الدردشه ومنتديات النقاش ومواقع التعبير عن الراي ومجموعات الاخبار والقوائم البريديه الالكترونيه‏,‏ والمواقع المجانيه ومواقع المدونين العرب‏,‏ وشهدنا الالاف ممن يكتفون بالمشاركه براي سريع او معلومه مقتضبه او التعليق الموجز علي راي مخالف او متوافق مع رواهم‏,‏ وممن يفضلون توصيل افكارهم كامله معمقه حسبما يريدون باليه تجعلهم هم انفسهم محور المناقشه والمسئول عنها‏,‏ وتجعل من ارائهم ومواقفهم قضيه في حد ذاتها يتحاور حولها الاخرون‏,‏ بعباره اخري انخرط المواطن العادي جنبا الي جنب مع الفئه التي تمثل الصف الاول في النشاط السياسي الاكثر حيويه وحركه واستقلاليه واعتدادا بالراي وربما صداما مع السلطه‏.‏

في المقابل لم يكن سهلا علي اله القمع العربيه بكل سطوتها ان تمرر او تبتلع تحركات وافعال هذه الشريحه الواسعه من المواطنين الذين استخدموا فيها اله التكنولوجيا علي هذا النحو‏,‏ ولم يعجبها ان يستخدموا هذه الاداه ويقفزون فوق ما وضعته من حواجز كممت الافواه وكتمت انفاس وسائل الاعلام والتعبير التقليديه ورسمت اطارا غليظا دفعت الجميع السير والحركه بداخله‏,‏ ففي بعض الاحيان غضت الطرف علي مضض‏,‏ وفي احيان اخري لم تتوان عن الاندفاع قدر استطاعتها لتكبح جماح هذه الاداه ومستخدميها‏,‏ مخلفه وراءها مواقع محجوبه او مدمره‏,‏ واشخاص اما طوردوا او اودعوا السجون والمعتقلات بمحاكمه او بغير محاكمه في وقائع تعج بها الكثير من التقارير الدوليه التي ترصد اوضاع حريه التعبير عبر الانترنت في العالم‏.‏

ان الديمقراطيه كفكره او نظام تمنح الشعوب والمجتمعات حريه التعبير عن الراي والمشاركه في اتخاذ القرار والفعاليه في المحاسبه وتصحيح الاخطاء والتقويم الحقيقي للاداء وتداول السلطه بناء علي اراده الجماهير عبر اليات محدده تضم اليه التصويت والانتخابات‏,‏ واليه التعبير عن الراي والحوار والمناقشات واستطلاعات الراي‏,‏ واليه التنظيم والفعل السياسي الميداني‏,‏ وبالنسبه للمجتمعات العربيه فان اقصي ما تسمح به الظروف هو حريه التعبير احيانا‏,‏ اما المشاركه في اتخاذ القرار والفعاليه في المحاسبه والتقويم وتداول السلطه فجميعها حقوق غائبه او محجوبه عن الناس بالعالم العربي‏.‏

وقد كان من الطبيعي ان يترتب علي ذلك ان تميل موازين القوي بين اله التكنولوجيا واله القمع ناحيه اله القمع‏,‏ وبالتبعيه فان الحراك السياسي الاجتماعي المستند الي اله التكنولوجيا بالعالم العربي لم يتطور بالدرجه التي تستخدم فيها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات علي نطاق واسع لتصنع تحركا جماهيريا ومظاهرات حاشده متصله وعامه تنتهي باقاله رئيس الجمهوريه مثلما حدث بالفلبين الذي لعبت الرسائل النصيه القصيره عبر المحمول دورا مهما في اداره وتفعيل المظاهرات التي انتهت باقالته‏,‏ لان اله القمع بالبلدان العربيه لا تزال تجعل التظاهر اما ممنوع كليه او غير مسموح به الا في نطاق ضيق للغايه لا يمكن ان يقيل شرطي من المستويات الدنيا‏.‏

كما ان هذا الحراك لم يتطور وينضج بالدرجه التي تستخدم فيها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات علي نطاق واسع لتصنع تحركا جماهيريا يغير نتيجه الانتخابات العامه كما حدث في اسبانيا عقب تفجيرات مدريد‏,‏ لان اله القمع لا تزال تجعل الانتخابات في المجتمعات العربيه اما لا تجري من الاصل او تجري بطريقه صوريه مطعون في شرعيتها ونزاهتها في الغالبيه العظمي من الاحيا‏,‏ ومن ثم لا يجدي معها ان استندت الي التكنولوجيا ام لا‏.‏

يضاف لهذا الوضع ان موسسات المجتمع المدني العربيه وما فيها من روابط اجتماعيه افقيه كالنقابات والجمعيات الاهليه والاتحادات والانديه العماليه والمهنيه والطلابيه والاحزاب السياسيه‏...‏ الخ‏-‏ لا تزال حتي الان تستند في الاغلب الاعم الي وسائل تقليديه في ممارسه انشطتها واعمالها واداره علاقاتها مع المجتمع من حولها‏,‏ ولا تستخدم ادوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات استخداما كثيفا وواضح الاثر في اعمالها وانشطتها وفعالياتها وفي حشد اعضائها حول قضيه معينه‏,‏ او في تحريك جماهيرها العريضه صوب موقف معين‏.‏

وبالطبع‏..‏ كان لابد ان تفرز هذه الظروف المعقده احداثا وانشطه وفعاليات ذات خصوصيه مختلفه فيما يخص العلاقه بين ثوره تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من جانب والحراك السياسي الاجتماعي بالمجتمعات العربيه من جانب اخر‏,‏ خصوصيه نابعه من عمليات الكر والفر التي لا تنقطع بين من يحرصون علي حريه الراي والتعبير ويجيدون استخدام التكنولوجيا ومن يمسكون باله القمع ويحترفون استخدامها بلا تردد او رحمه في كثير من الاحيان‏.‏

من هنا فان المشهد الوليد للحراك السياسي والاجتماعي العربي الناشيء علي خلفيه ثوره الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يكاد يكون خاليا تقريبا من ايه وقائع او احداث كبري فارقه تم تغيير مسارها او التاثير في نتائجها استنادا الي ما تتيحه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من امكانات‏,‏ ويكاد يكون قد توقف عند مرحله النضال بالراي والتعبير الحر ولم يتعد ذلك‏.‏

ما يمكن قوله في النهايه ان مشهد التاثير السياسي لثوره المعلومات والاتصالات بالمجتمعات العربيه يبدو غنيا بانشطه وفعاليات كثيره العدد متتابعه الحدوث ومحدوده الحجم والانتشار‏,‏ يعلو ويشتد عودها بمرور الوقت‏,‏ تماما مثلما يحدث حينما تنبت مجموعات صغيره متتابعه من النباتات الجديده المختلفه الالوان والاحجام داخل مزرعه شاسعه المساحه يسودها محصول واحد او عده محاصيل قليله‏,‏ فلا يحدث تغيير سريع وجوهري في طبيعه المحاصيل السائده بل يستغرق الامر وقتا طويلا حتي يتم تغيير طابع المزرعه ويتخذ شكل ولون النباتات الجديده‏,‏ وابرز مثال يجسد ذلك هو استخدام الانترنت كوسيله للتعبير عن الراي والقفز فوق الحواجز والممنوعات السائده ومحاوله بث الوعي وتحريك شرائح وقطاعات من الجماهير تجاه قضايا بعينها‏,‏ حتي وان كان هذا الحراك محاطا بالحواف الحاده لاله القمع السائده‏.‏


جمال محمد غيطاس
http://ait.ahram.org.eg/Archive/Index.asp?DID=9581&CurFN=MAKA0.HTM

ليست اضرابات صنعها مدونون‏..‏ بل واقع جديد نواجهه باساليب قديمه

بعيدا عن احداث المحله وملابساتها‏...‏ كان لافتا للنظر فيما جري يومي‏6‏ ابريل و‏4‏ مايو وما قبلهما عبر الانترنت ان بعض اجهزه الدوله تعاملت مع ما حدث علي انه مجرد تصرفات لبضعه افراد يمكن القضاء عليهم وازالتهم من الساحه باجراءات امنيه قضائيه سريعه وينتهي الامر‏,‏ وهي نظره خارج السياق بالمره لكونها تعاملت مع واقع جديد بادوات باليه وقديمه‏.‏

ما حدث ليس مجرد صفحه لمجموعه افراد علي موقع فيس بوك دعوا من خلالها للاضراب ثم تلاها صفحات ومجموعات اخري بمواقع اخري‏,‏ بل ملمح بسيط من ملامح تغيير عميق يمر به المجتمع المصري شانه شان غيره من المجتمعات الاخري بفعل ثوره الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي اصبحت خلال السنوات الاخيره كجواد جامح ينطلق في البراري باقصي سرعه لاي اتجاه يريد دون توجيه من احد وبشكل لا يخلو من التلقائيه والفجائيه

ونجم عنها تاثيرات عريضه النطاق تغلغلت الي مستويات عميقه في كل المجالات فجعلت المجتمعات تعيش حياه فواره تتبدل فيها الطريقه التي يحيا بها البشر ويشكلون بها افكارهم ويمارسون بها اعمالهم ويعبرون ويدافعون بها عن مصالحهم وحقوقهم اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا‏,‏ ومن ثم فان ما جري في هذين اليومين جزء صغير من سياق اكبر واعمق لا تصح معالجته باعتباره تصرفات فرديه‏,‏ بل يحتاج لان يرد لسياقه العام المتمثل في ظاهره الديمقراطيه الرقميه والياتها الجديده التي تجسد ارقي مشاهد التاثير السياسي لثوره المعلومات‏,‏ لكونها تعصف بالشكل القديم للعلاقه بين الحاكم والمحكوم وبالمشهد السياسي برمته وتضربه بشده ليس في مصر فقط ولكن عالميا‏.‏

وظاهره الديمقراطيه الرقميه لم تظهر فجاه او بالمصادفه‏,‏ بل برزت نتيجه سلسله طويله من التطورات التي شهدتها المسيره الانسانيه‏,‏ فعلي مر التاريخ كانت التفاعلات الاجتماعيه والعقائديه والدينيه والاقتصاديه اشبه بالبوتقه التي تفرز باستمرار الكثير من الظواهر السياسيه ذات الاليات والادوات المختلفه‏,‏ وكان متخصصو وعلماء السياسه يرصدون ما يجري داخل هذه البوتقه وما يطرا علي خليطها او مزيجها الداخلي من تطورات‏,‏ ويصيغون ذلك كله في اطر نظريه وعلميه مختلفه‏.‏

لكن خلال السنوات الاخيره تبدل الموقف‏,‏ فمن ناحيه بات المشهد السياسي العالمي يموج بتيارات عارمه وشامله وعنيفه في بعض الاحيان‏,‏ تلح في ضروره نشر الديمقراطيه في شتي بقاع الارض واعتماد قيمها والياتها المختلفه‏,‏ مثل اتاحه مشاركه الشعوب في بناء الموسسات الحاكمه عبر صناديق اقتراع حره ونزيهه‏,‏ والمشاركه الشعبيه في اتخاذ القرار‏,‏ والحريه الكامله في التعبير عن الراي‏,‏ والتقويم الحقيقي للاداء والفعاليه في المحاسبه وتصحيح الاخطاء‏..‏ الخ

ومن ناحيه اخري بلغت ثوره المعلومات شاوا لم تبلغه من قبل وتمخض عنها ادوات بلا حصر‏,‏ تخصصت في التوليد والتداول الرقمي للمعلومات علي نطاق واسع وباسعار رخيصه فتحت قنوات للتواصل بين ملايين البشر بصوره غير مسبوقه‏,‏ هذا فضلا عن السهوله الشديده في استخدامها حتي بالنسبه للاميين والمعاقين‏.‏

من هنا تهيات الفرصه لكي يتلاقي ما هو سياسي متمثلا في الديمقراطيه مع ما هو تكنولوجي متمثلا في السياده الرقميه‏,‏ خاصه وان الاليات الديمقراطيه السابقه اصبحت في حاجه اشد لادوات جديده لتفعيلها عمليا وعلي نطاق واسع امام الجماهير الغفيره من المواطنين‏,‏ وانتهي الامر بحدوث تلاحم بين الطرفين‏:‏ الرغبه الجامحه في الديمقراطيه مع الثوره الجامحه رقميا في عالم المعلومات‏,‏ فدخلت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كعنصر من عناصر المشهد السياسي العام

عنصر يتميز بالفتوه والتاثير المتعاظم علي ما سواه من عناصر اخري‏,‏ ومن ثم كان من الطبيعي ان تتغير المخرجات التي تطفو علي سطح الساحه السياسيه لتشمل واقعا جديدا وظواهر وممارسات جديده لا تتوقف جذورها عند ما هو اجتماعي وسياسي واقتصادي وعقائدي وحسب‏,‏ ولكنها تمتد لتشمل ما هو تكنولوجي بالاساس‏.‏

بعباره اخري نجحت البيئه الرقميه التي افرزتها ثوره المعلومات في ان توفر للديمقراطيه بنيه اساسيه متكامله الاركان يمكن ان تتحرك فوقها كل فعاليات وادوات الممارسه الديمقراطيه‏,‏ كابداء الراي وممارسه حق التصويت وتنظيم الفعاليات والمظاهرات والاضرابات‏,‏ ونجحت في ان تقدم منظومه قادره علي تداول المعلومات المستخدمه في الممارسه الديمقراطيه بغايه السرعه والنعومه والكفاءه فيما بين الاطراف المشاركه‏,‏ وعلي الاستجابه السريعه للطوارئ والفرص‏,‏ وعلي توفير معلومات ذات قيمه حقيقيه بسرعه مطلقه وفي الوقت المناسب لمن يحتاجها سواء داخل الموسسات السياسيه او بين الجماهير‏,‏ فبدات كثير من الممارسات الديمقراطيه تميل الي التغير بل وتنشا منها اشكالا لم تكن موجوده من قبل بسبب القوه الهائله ورخيصه التكلفه وربما المجانيه التي تتيحها التكنولوجيا فيما يتعلق بالتواصل بين البشر‏.‏

وهنا برزت مجموعه الادوات التي سادت مرحله الحوار البطيء غير اللحظي عبر الانترنت ظهر منها في البدايه نظام لوحات النشرات الالكترونيه‏,‏ ثم مجموعات الاخبار والمناقشه‏,‏ والقوائم البريديه والمواقع المجانيه والمدونات‏,‏ وهي الادوات التي شكلت العمود الفقري لعمليات التواصل شبه اللحظي بين مئات الملايين من مستخدمي الشبكه حول العالم‏,‏ ثم المنتديات وغرف الدردشه والتراسل الفوري بالصوت والصوره ونظم التصويت الجماعي والشبكات الاجتماعيه التي شكلت مرحله التواصل اللحظي مستنده لتكنولوجيا الجيل الثاني للويب التي ظهرت اخيرا‏.‏

من جانبها استخدمت الانشطه السياسيه والفعاليات الديمقراطيه الميدانيه كالمظاهرات السلميه والاضرابات وحركات العصيان المدني السلمي‏..‏الخ مجموعه الادوات السابقه اما كبنيه اساسيه وحيويه في عمليات الدعوه والتخطيط والتنظيم والحشد والتنفيذ لهذه الانشطه حينما تتم ميدانيا بالشوارع والميادين ووسط الجماهير الغفيره‏,‏ او في القيام بعمليات الدعوه والتخطيط والتنظيم والحشد ثم تنفيذ هذه الانشطه والفعاليات الكترونيا حينما تتم افتراضيا وليس بالميادين والشوارع‏.‏

ومع تزايد التوظيف العملي لهذه الادوات ظهر ما يمكن ان نطلق عليه التوجه للجماهير بشكل راسي وقطاعي مصغر بديلا عن التوجه الافقي العريض‏,‏ كما ظهر التوجه نحو اللامركزيه بدلا عن المركزيه‏,‏ ونحو العالميه علي حساب القوميات المحليه‏,‏ والتوجه الي تهميش وتحجيم دور العديد من الوسطاء في العمليه الديمقراطيه وفي مقدمتهم الاحزاب السياسيه التقليديه وما يناظرها من هياكل الحكم المصابه بالجمود‏,‏ كما ظهر التوجه نحو الغاء الخطاب الجمعي والتركيز علي الخطاب المفتت الذي يصل لمستوي مخاطبه كل مواطن علي حده‏.‏

في النهايه تبلور الموقف فيما يعرف بالديمقراطيه الرقميه التي يمكن تعريفها بانها‏'‏ توظيف ادوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الرقميه في توليد وجمع وتصنيف وتحليل ومعالجه ونقل وتداول كل البيانات والمعلومات والمعارف المتعلقه بممارسه قيم الديمقراطيه والياتها المختلفه‏,‏ بغض النظر عن نوع هذه الديمقراطيه وقالبها الفكري ومدي انتشارها وذيوعها ومستوي نضجها وسلامه مقاصدها وفعاليتها في تحقيق اهداف مجتمعها‏'.‏

اذن نحن امام ظاهره‏'‏ سياسيه تكنولوجيه‏'‏ لم يصوغها ويتعامل معها علماء الاجتماع والسياسه فقط‏,‏ بل يشاركهم فيها وبقوه علماء ثوره التخزين الرقمي والمتخصصون في بناء وتشغيل شبكات المعلومات وبناء المواقع علي الانترنت ومحللو نظم المعلومات وفوق كل ذلك مستهلكو المعلومات ومستخدمو شبكاتها الذين هم في الوقت نفسه الجماهير العريضه التي يخاطبها اهل السياسه والحكم‏,‏ ولم يعد غريبا ان نشاهد رجال السياسه وعلماءها وقد تحولوا في كثير من الاحيان الي مستمعين لعلماء المعلوماتيه وهم يبشرون ويشرحون الديمقراطيه في صورتها الجديده المستنده لادوات التكنولوجيا‏,‏ وكيف ستغير هذه التكنولوجيا علاقه الحاكم بالمحكوم وتدق مسمارا قويا ومهما في نعش صندوق الانتخابات التقليدي وطرق التواصل القديمه‏,‏ ليحل محله مفهوم التعبير عن الراي وصنع القرار عبر الشبكات‏.‏

وعمليا برزت الديمقراطيه في بعض البلدان وخطت خطوات جعلتها تشب عن الطوق بينما لا تزال تحبو في بلدان اخري ولم تولد بعد في بلدان ثالثه‏,‏ لكنها في كل الاحوال ظهرت علي الساحه كمركب تتمازج فيه الممارسه السياسيه مع الادوات التكنولوجيه علي نحو اصاب فريق من الناس بالانبهار والترحاب وفريق اخر بالتوجس والريبه وفريق ثالث بعدم الفهم‏,‏ وقد انعكس التنوع في مستوي النضج والتفاوت في نوعيات ردود الفعل تجاه طريقه فهم واستيعاب وتعريف الظاهره‏.‏

في ضوء كل ما سبق اقول اننا بصدد واقع جديد يعبر عن قوي جديده بات لها وزن داخل المجتمع‏,‏ والتوصيف الاقرب للواقع لما حدث عبر الانترنت قبل واثناء احداث‏6‏ ابريل و‏4‏ مايو هو ان الامر ليس علي الاطلاق مجرد مجموعه افراد هنا او هناك تلاقت اراداتهم علي فعل شيء بالمصادفه‏,‏ بل نحن امام ظهور محسوس لقوي جديده صاعده بمجتمعنا تتسم بالانتشار وتزايد التاثير‏,‏ وهي اما نبتت في بيئه ثوره المعلومات او ولدت في بيئه اخري ثم وجدت في ثوره المعلومات مصدرا غنيا متجددا رحبا تتغذي عليه وتنمو تحت ظلاله وهي تحدث التغيير في شكل وبنيان المجتمع والاليات التي يتفاعل بها‏,‏ وهو تغيير لا احد يعرف ان كان سيتسمر في الانتشار ببطء وسينضج علي مهل ام سيكتسح ما هو قائم بصوره غير متوقعه‏.‏

وليس هناك من سبيل للتعامل مع هذه القوي الجديده سوي ان يهييء المجتمع القائم بكل هياكله واجهزته في السلطه وخارجها نفسه ليكون قادرا علي التعامل معها بعيدا عن السطحيه والانفعال والاساليب القديمه الباليه كما حدث من قبل كثير من اجهزه الدوله‏,‏ لانها كما قلت قوي جديده في تفكيرها واليات عملها ومصادر قوتها وضمانات استمرارها‏..‏ قوي بدات تنمو وقد ينجح البعض في اعتراضها او ابطاء حركتها قليلا باجراءات عنيفه هنا او هناك‏,‏ لكنها في النهايه قوي غير قابله للواد والاستئصال‏,‏ بل قابله فقط للتعايش والترشيد اذا ما تم التعامل معها علي قاعده الفهم والحوار‏..‏ والي الاسبوع المقبل‏.‏


جمال محمد غيطاس
http://ait.ahram.org.eg/Archive/Index.asp?DID=9574&CurFN=MAKA0.HTM